زيد المصري - Zaid Al-Masri

تعريف البدعـة (2)

الحمد لله رب العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد طه الأمين، وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم وسار على منوالهم إلى يوم الفصل والدين.

أما بعد:

يقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3)} سورة المائدة. فلا ينزل بعد هذه الآية من التحليل والتحريم إلا على وفق القواعد التي قد نزلت وقررت قبل ذلك،

ولا يُفهم من الآية تحريم كل ما لم ينص عليه في القرءان أو السنة، وإن كان لا يخالف النص كما قال بعض المحرفين فحرموا على المسلمين أي فعل لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوى أن ذلك بدعة ضلالة،

ثم إن هذه الآية ليست ءاخر ما نزل من القرءان بل ءاخر ءاية نزلت قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)} سورة البقرة.

وقد بيَّنا في درس سابق أن البدعة تنقسم إلى حسنة وقبيحة كما نص على ذلك الإمامُ الشَّافعيُّ رضيَ الله عنه فيما نقله الحافظ ابنُ حَجَرٍ في كتابهِ (فتح الباري) كتاب الاعتصام بالكتاب والسُّـنَّة حيث قال: “قال الشَّافِعِيُّ: “البِدْعَةُ بِدْعَتَانِ محمودةٌ ومَذْمُومَةٌ، فَمَا وافقَ السُّـنَّةَ فهو محمودٌ وما خالفَها فهو مَذْمُومٌ”.

 

القسم الأول السنة الحسنة:

ومن السنن الحسنة التي اعتاد عليها المسلمون، الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، وحَدَثَ هذا بعد سَنَةِ سَبْعِمِائَةٍ، وكانوا قبلَ ذلكَ لا يَجْهَرُونَ بها،

كما قال الحافظُ السُّيُوطِيُّ في كتابهِ (الوسائلُ في مسامرةِ الأوائلِ): “أَوَّلُ ما زيد (الصَّلاةُ والسَّلامُ) بعد كُلِّ أذانٍ في المنارةِ في زمنِ السُّلْطَانِ المنصورِ حاجِيِّ بنِ الأَشْرَفِ شَعْبَانَ بنِ حسينِ بنِ النَّاصِرِ مُحَمَّدِ بنِ المنصورِ قلاوونَ بأمرِ المحتسِبِ نجمِ الدِّينِ، وذلكَ في شَعْبَانَ سَنَةَ إحدَى وتسعينَ وسَبْعِمِائَةٍ،

وكانَ حَدَثَ قبلَ ذلكَ في أيامِ السُّلْطَانِ صلاحِ الدِّينِ بنِ أيُّوبَ أنْ يقالَ في كُلِّ ليلةٍ قبلَ أذانِ الفَجْرِ بمِصْرَ والشَّامِ (السَّلامُ على رسولِ الله) واستمرَّ ذلكَ إلى سَنَةِ سَبْعٍ وسِتِّينَ وسَبْعِمِائَةٍ، فزيدَ بأمرِ المحتسِبِ صلاحِ الدِّينِ البَرَلُّسي أنْ يقال (الصَّلاةُ والسَّلامُ عليكَ يا رسولَ الله) ثمَّ جُعِلَ في عَقِبِ كُلِّ أذانٍ سَنَةَ إحدَى وتسعين ” اهــ.

وقال السَّخَاوِيِّ في كتابهِ (القولُ البديع في الصَّلاةِ على النبيِّ الشَّفيع) ص196، في جَهْرِ المُؤَذِّنِ بالصَّلاةِ على الرسول بعد الانتهاء من الأَذان: “والصَّوابُ أنه بدعةٌ حَسَنَةٌ” واستدل بقوله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَسورة الحج.

ويكفي في إثباتِ كَوْنِ الْجَهْرِ بالصَّلاةِ على نبيِّنا مُحَمَّدٍ بدعةً مُسْتَحَبَّةً عَقِبَ الأذانِ قولُه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: “إذا سمعتمُ المُؤَذِّنَ فقولوا مِثْلَمَا يقولُ ثمَّ صَلُّوا عليَّ” رواه مسلمٌ والتِّرْمِذِيُّ وغيرُهما، وقولُه أيضًا: “مَنْ ذَكَرَني فَلْيُصَلِّ عليَّ” رواهُ أبو يَعْلَى في مسندِه من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ.

فيُؤْخَذُ من ذلكَ أنَّ المُؤَذِّنَ والمستمعَ كلاهما مطلوبٌ منهُ الصَّلاةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا يَحْصُلُ بالسِّرِّ والجَهْرِ.

واستدلال الذين منعوا وحرموا الصلاة على النبي جهرًا بعد الأذان بحجة أنها لم تكن في عهده صلى الله عليه وسلم باطل، فإن الرسول لم يحرم ذلك، وليس كل ما لم يُفعل في عهد النبي حرام، إنما الأمر في ذلك يتوقف على ورود نهي بنص أو استنباط من مجتهد من المجتهدين كالأئمة الأربعة،

والجهر بالصلاة على النبي عقب الأذان توارد عليه المسلون منذ قرون ولم ينكر ذلك أحد من الأئمة الأعلام والعلماء الكرام، ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل لا تصلوا عليَّ جهرًا، فما بال هؤلاء يُحَرمون على المسلمين ما لم يُحَرمه الله،

فإن الله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} سورة الأحزاب. فقد شرع لله لنا الصلاة على نبيه عليه الصلاة والسلام، ولم يرد تحريم ذلك في وقت من الأوقات،

فعجبًا كيف يجعلون الصلاة على النبي عقب الأذان بدعة ضلالة يستحق فاعلها عذاب الله، فيا ويلهم من الله، وقد بلغت بهم الجرأة أن قال بعضهم: (إن الذي يصلي على النبي جهرًا بعد الأذان كالذي يزني بأمه تحت جدار الكعبة) والعياذ بالله،

وقال بعضهم والعياذ بالله: (استطعنا بفضل الله تعالى تطهير سبعين بالمائة من مساجد مدينة الزرقاء من الصلاة على النبي بعد الأذان) وجعلوا ذكر الله في الجنائز حرام،

حتى قال واحد منهم لما رأى الناس يهللون في جنازه: (أيها الناس اتقوا الله لا تقوا لا إله إلا الله)!! لأنه لم ينقل عن النبي ذلك، وحرموا على المسلمين قراءة الفاتحة على الميت أو عند الفرح، وحرموا السُّبحَة وغير ذلك كثير والآخرة أمام الجميع.

 

مرة واحد من هؤلاء الذين يحرمون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان قال لإمام من أهل الخير في مسجد ماذا تقول في الصلاة على النبي بعد الأذان؟ فقال له: نعم الفعل. فقال له: إن الصحابة لم يفعلوها ! فقال له: نعم، وأنا قلتُ نعم الفعل ولم أقُل بئس الترك.

فقال: ولكنها زيادة! قال: وفي الخير زيادة فإن الله تعالى قال: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} فقال: صلاة الظهر أربع ركعات فهل تقول إن الشخص لو زاد ركعة وركعتين وثلاثة إن الزيادة في الخير خير!

قال: هذا يختلف، فإن الإنسان إذا صلى الظهر يصلي أربع ركعات ويُسلم، فإن زاد ركعة فجعلها خمس ركعات أو أكثر متعمدا بطلت صلاته. فقال: وفي الأذان يفعلون ذلك ؟

قال: في الأذان لا يوجد سلام، فإنَّ الأذان ينتهي عند قول (لا إله إلا الله) وإذا صلى الإنسان الظهر أربع ركعات وسلم ثم بعد السلام قام فصلى ركعتين لله تعالى هل عصى الله أو بطلت صلاة الظهر؟! قال: لا. قال: وختام الأذان أين ؟ قال له: عند قول (لا إله إلا الله) قال: هل قالها أم لم يقلها؟ قال: قالها.

فقال له: إذا انتهى الأذان، فالزيادة كانت بعد الأذان وليست في الأذان. فقال: نعم. فقال له: إذا هذه الزيادة ليست في الأذان فما الممنوع ؟! قال: أن يجعلها عادة ! فقال له: فإذا جعل المؤذن عادته بعد الأذان أن يشرب الماء فهل هذا ممنوع ؟ قال: لا.

قال: فإن جعل المؤذن عادته بعد الأذان أن يأكل لقمة فهل هذا ممنوع ؟! قال: لا، هذا في المباحات، أما العبادات توقيفية. فقال له: فإذا كانت عادته أنه كلما أنهى الأذان التفت إلى من في المسجد فدعا لهم وقال: بارك الله فيكم. فقال: لا مانع.

فقال له: الدعوة لكل فرد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم جائزة إلا لسيدنا محمد لا تجوز؟ !!! الصلاة على النبي دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي في عموم الأمر موجودة لأنه صلى الله عليه وسلم قال: “من ذكرني فليصل علي” رواه الإمام أحمد.

فالمؤذن لا يقطعُ أذانه عندما يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله: (أشهد أن محمدًا رسول الله) وإنما يتم الأذان ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول الدعاء الوارد: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ءات سيدنا محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.

فقال: يصلي عليه ولكن ليس بصوت الأذان !!! وأحيانا يقولون: إذا أَسَرَّ بها صحت وإذا جهر بها حرُمت !!! فعجبًا لهؤلاء وعجبًا لمن تبعهم.

 

ومن البدع الحسنة أيضًا: كتابةُ (صلَّى الله عليهِ وسلَّم) عند كتابة اسم النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يكن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأمرُ بكتابتِها بعد ذِكْرِ اسمهِ في رسائلهِ التي كانَ يُرْسِلُهَا إلى الملوكِ والرُّؤساء، وإنما كان يكتبُ: “من مُحَمَّدٍ رسولِ الله إلى فُلان” ..

 

ومن البدع الحسنة أيضًا عمل المحاريب والمآذن، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعمل محرابًا لمسجده بل عملت هذه المحاريب المجوفة بعد وفاته عليه السلام بنحو تسعين سنة وكان أول من أحدثها الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز فهل يقولون عنه إنه مبتدع ضال !!!.

 

ومن البدع الحسنة أيضًا: نقط المصحف، حيث إنه لم يكن في عهد النبي ولا في عهد الصحابة مَشْكولًا ولا منقوطًا، بل كان أول من نقطه التابعي الجليل يَحيى بن يَعْمَر رضي الله عنه وكانَ من أهلِ العلمِ والتَّقْوَى ، وأَقَرَّ ذلكَ العلماءُ من مُحَدِّثينَ وغيرِهم واستحسنوهُ فنفع بذلك المسلمين نفعًا عظيمًا،

قال أبو بكرِ بنُ أبي دَاوُدَ صاحبِ (السُّنَنِ) في كتابهِ (المصاحف): “إنَّ أَوَّلَ مَنْ نَقَطَ المصاحفَ يحيى بنُ يَعْمَرَ” وهو من علماءِ التَّابعينَ، رَوَى عن عبدِ الله بنِ عُمَرَ وغيرِه. ولم يَكُنِ القرءانُ مُنَقَّطًا عندَما أملاهُ الرَّسُولُ على كَتَـبَةِ الوحيِ، كانوا يكتبون الباء والتاء ونحوهما بلا نقط، ثم عثمان رضي الله عنه لما كتب ستة مصاحف وأرسل ببعضها إلى الآفاق إلى البصرة ومكة وغيرهما واستبقى عنده نسخة كانت غير منقوطة، وإنما أول من نقط المصاحف يحيى بن يَعْمَر كما ذكر ابن أبي داود السجستاني في كتاب المصاحف، ومنذُ ذلكَ التنقيطِ لم يَزَلِ المسلمونَ على ذلكَ إلى اليوم، وهؤلاء الذين قالوا إن كل شئ لم يفعل في عهد النبي عليه السلام فهو بدعة ضلالة هل قاموا بكشط النقط من المصاحف أم ماذا !!

 

ومن البدع الحسنة الاحتفالُ بمولدِ خير الخلق سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في شهرِ ربيعٍ الأَوَّل، فهذا العمل لم يكن في عهده عليه السلام، إنما حدث في القرن السابع الهجري وأَوَّلُ مَنْ أحدثهُ المَلِكُ المُظَفَّرُ مَلِكُ إربلَ في القَرْنِ السَّابعِ الهجريِّ،

جمع العلماء فاستحسنوا هذا العمل، ومن العلماء الذين استحسنوا هذا العمل الحافظ السخاويّ والحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ العراقي الذي ألف (المورد الهني في مولد النبي) والحافظ السيوطي الذي ألف رسالة سماها (حسن المقصد في عمل المولد)

فالاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ليس فيه ما يخالف الدين، وله أصل في الشرع وهو ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين ؟ فقال: “فيه ولدتُ وفيه أنزل عليّ”

وحديث البخاري ومسلم في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم دخل المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فلما سئلوا عن ذلك فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرًا لله،

فقال عليه السلام: “فأنا أحق بموسى عليه السلام منكم” فصامه وأمر بصيامه، أي رغب به، فيستفاد منه فعله الشكر لله تعالى على ما منَّ به في يوم معيّن من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة،

والشكر لله تعالى يحصلُ بأنواع العبادة كالسجود والصيام والتلاوة، وأيّ نعمة أعظم من النعمة ببروز سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه في ذلك اليوم. وإظهار الفرحة بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم لا يؤخر الأمة ولا يعيدها إلى الوراء، بل فيه إظهار التفاف المسلمين حول سنة نبيهم وأنهم على نهجه ثابتين إن شاء الله مهما حاول أعداء الدين إبعادهم وبث الفتن فيما بينهم.

 

وقد طَرَحَ بعض من يعترض على الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أسئلة فقالوا: كم مرة احتفل النبي صلى الله عليه وسلم بمولده ؟ وفي أي مكان أقام الصحابة أول احتفال بالمولد ؟ وما هي أنواع الحلوى التي كانت توزع في المولد ؟ وما هي الأناشيد التي كانت تنشد في الاحتفال ؟!

 

فالرد عليهم أن يقال لهم: هذا مثل أن يقول قائل: هل سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة لأداء العمرة راكبًا الطائرة أو السيارة ؟! فإن كان الجواب لا، هل يكون ذلك دليلًا على حرمة السفر بالطائرة أو السيارة لأداء العمرة؟

وهل يقولون إذًا بتحريم الإقامة في الفنادق في مكة عند أداء مناسك الحج والعمرة لأن الرسول لم يفعل ذلك !!! أو بتحريم الكبسة أو البرياني أو الدجاج البروستد ونحوه، لأنه لم يثبت عن الصحابة أنهم أكلوا هذه المأكولات بخصوصها عند أدائهم للعمرة !!!

 

ويقال لهم ردًا على سؤالهم: كم مـرة احتفل النبي صلى الله عليه وسلم بمولده ؟ يقال احتفل: بمعنى جَلَّاه أي بيَّنه فقد جاءت روايات عديدة كما في صحيح مسلم وابن حبان ومسند أحمد وغيرهم بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال “ذاك يومٌ وُلِدْتُ فيه”

وقال بعض العلماء في الحديث دلالة على أن الزمان يتشرَّفُ بما وقع فيه وأنه ينبغي تعظيم اليوم الذي أحدث الله فيه نعمة على عبده ويكون ذلك بصومه والتقرب إليه سبحانه.

وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ما رءاه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن وما رءاه المسلمون قبيحًا فهو عند الله قبيح”

وقد اتفق المسلمون بعد إحداث الاحتفال بالمولد على جوازه وتحسين هذا الفعل وألّف فيه عدد كبير من علماء الملة المشهورين وغيرهم. وقد اتفق علماء الأصول على هذه القاعدة: (ترك الشىء لا يدل على حُرمته).

 

واحتج الذين أنكروا الاحتفال بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوم مولده عليه السلام هو يوم وفاته!! والجواب بما قاله الإمام المحدث الفقيه الأصولي جلال الدين السيوطي: “إن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح عقيقة ولا بغيره. بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن بوفاته” (الحاوي للفتاوي /1/226). نسأل الله تعالى الثبات على الحق بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وأما القِسْم الثَّاني فهي البِدْعَة السَّـيِّـئَة:

 ومنها بدع اعتقادية: كَبِـدْعَةِ المعتزلةِ والخَوَارجِ وغيرِهم من الذينَ خَرَجُوا عمَّا كانَ عليه الصَّحابةُ رِضوانُ الله عليهم في المُعْـتَـقَد، وبدعة المشبهة الذين شبهوا الله تعالى بخلقه فوصفوه بصفات المخلوقين تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

 

وبدع عملية: ككتابةُ (ص) وأقبح منها كتابة (صلعم) بَعْدَ اسمِ النبيِّ بَدَلَ (صلَّى الله عليه وسلَّم). وقد نَصَّ المُحَدِّثُونَ في كُتُبِ مصطلحِ الحديثِ على أنَّ كتابةَ الصَّادِ مُجَرَّدَةً مَكْرُوهٌ، ومَعَ هذا لم يُحَرِّمُوها. أنظر كتاب (تدريب الرَّاوي) للسُّيوطيِّ وهو كتاب في مصطلح الحديث.

 

ومن البِدَعِ السَّـيِّـئَةِ أيضًا تحريفُ اسمِ الله إلى أللا أو ءاه ونحوِه كما يفعلُ كثيرٌ من المنتسبينَ إلى الطُّرُقِ فإنَّ هذا من البدعِ المُحَرَّمَة.

نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق والهدى إنه نعم المولى ونعم النصير وعليه تكلاننا وإليه المصير.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر3:02 AM
    شروق الشمس4:42 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:23 PM
    العشاء7:53 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي