كيف أُقوِّي إيماني؟
يَقوَى الإيمانُ بكَثْرةِ الطّاعاتِ وتَرْكِ الشّهَواتِ المـُحرَّمةِ، هذا بَدْءُ تقويةِ الإيمانِ، ثمّ عندما يَتمادى على ذلك يزدادُ رغبةً في السُّننِ ويصيرُ وليًّا تكونُ الطّاعةُ شهوةً له،
الأولياءُ الطّاعاتُ شهوةٌ لهم، في الأوّلِ إتعابُ نفْسٍ ثم تكونُ شهوةً، يَلْتَذُّونَ بالصّلاةِ، إذا دخلوا في الصّلاةِ هناكَ الرّاحةُ لهم، في الأوّلِ الأولياءُ يَقهَرونَ أنفُسَهُم وهي كارهةٌ، يَقهَرونَها قهرًا، ثم تصيرُ الطّاعةُ شهوةً لهم،
وكما قيل: إذا خشَع القلبُ سَكَنَتِ الجوارحُ.
والأساسُ هو علمُ الدّينِ في العقيدةِ والأحكامِ وإلّا فمُجرَّدُ التّعبُّدِ لا يُوصِلُ إلى الولايةِ.
مواعظُ
قال رسول الله ﷺ: “إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُم إلى مَنْ فُضِّلَ علَيه في المَالِ والخَلْق،ِ فَلْيَنظُرْ إلى مَن هُوَ أَسفَلَ مِنهُ فَذَلِكَ أَجدَرُ أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم” رواه البخاريُّ.
فمن أراد التـَّــرَقِّيَ في الحالِ فلْيَعمَلْ بهذا الحديثِ، ومن أراد الصّلاحَ فلْيُصاحِبْ أهلَ الصّلاحِ، فمِن أسبابِ قسوةِ القلبِ الجلوسُ معَ مَن لا خيرَ فيه من أصحابِ القلوبِ القاسيةِ،
ومِن أسبابِ الصّلاحِ أن يتركَ الإنسانُ ما لا يَعنيهِ ويَشتغِلَ بما يَعنيهِ كما قال الإمامُ مالكٌ رحِمهُ اللهُ: “لا يَصلُحُ المرْءُ حتى يَترُكَ ما لا يَعنيهِ ويشتغلَ بما يَعنيهِ”.
وصدق من قال: “من سَلّ سيفَ البَغْيِ قُتِلَ به، ومن حفر حفرةً لأخيه وقع فيها، ومن هَتَكَ حجابَ غيرِهِ انكشفتْ عوْراتُ بيتِهِ، ومن نسِيَ زَلّتَهُ استَعظَم زَلَلَ غيرِه”.
ومِن مواعظِ الوليِّ التّقيِّ النّقيِّ البطلِ المجاهدِ سيِّدِنا صلاحِ الدّينِ الأيّوبيِّ أنّه وعَظ واحدًا من أولادِه فقال: “لا تَحْقِدْ على أحدٍ فإنّ الموتَ لا يُبْقِي على أحدٍ”.
وصلّى اللهُ على سيِّدِنا محمّدٍ وعلى ءالِه وصحابتِه الطَّـيِّبينَ الطّاهرينَ وسلامٌ على المـُرسَلِيْنَ وءاخِرُ دعْوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.