يا ذل عبد قد تبرأ من عمر

عُمَرٌ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ وَقَدْ ظَهَرْ
يَاْ ذُلَّ عَبْدٍ قَدْ تَبَرَّأَ مِنْ عُمَرْ
عُمَرٌ بِنُوْرِ اللهِ أَبْصَرَ وَاهْتَدَىْ
وَخَصِيْمُهُ أَعْمَى الْبَصِيْرَةِ وَالْبَصَرْ
عُمَرٌ سِرَاْجٌ بِالْهِدَاْيَةِ زَاْهِرٌ
بِالنُّوْرِ يَسْرِيْ وَالضِّيَاْ حَيْثُ انْتَشَرْ
عُمَرٌ وَزِيْرٌ لِلنَّبِيِّ مُسَدَّدٌ
بِالْحَقِّ فِيْ وَجْهِ الطُّغَاْةِ لَقَدْ جَهَرْ
هُوَ دَعْوَةٌ بِالْخَيْرِ مِنْ فَمِ أَحْمَدٍ
فَبِهِ رَسُوْلُ اللهِ وَاللهِ انْتَصَرْ
عَدْلٌ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ وَعَدْلُهُ
شَمْسُ النَّهَاْرِ وَفِي اللَّيَاْلِيْ كَالْقَمَرْ
فِيْ قَلْبِهِ وَعَلَىْ صَدُوْقِ لِسَاْنِهِ
حَقٌّ تَبَدَّىْ لِلْخَلِيْقَةِ وَالْبَشَرْ
يَرْعَىْ عُهَوْدَ الْمُؤْمِنِيْنَ بِحِكْمَةٍ
وَيَجُوْدُ بِالْغَاْلِي الْأَمِيْرُ وَبِالسَّهَرْ
فِيْ وَجْهِهِ خَطَّاْنِ مِنْ أَثَرِ الْبُكَاْ
مِنْ خَشْيَةِ الرَّحْمَنِ لَاْ شَكْوَى الضَّرَرْ
عُمَرٌ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ وليتَ لِيْ
فِيْ جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ قُرْبًا مِنْ عُمَرْ
تَبًّا لِعَبْدٍ قَدْ تَنَطَّعَ وَافْتَرَىْ
يَاْ وَيْلَهُ وَقَرِيْبُ مَوْعِدِهِ سَقَرْ
يَاْ مُبْغِضَ الْفَاْرُوْقِ حَسْبُكَ بُغْضُهُ
دَرْبُ الْمَذَلَّةِ وَالْمَقَاْمُ الْمُحْتَقَرْ
لَمْ تَخْشَ حَرْبَ اللهِ إِذْ عَاْدَيْتَهُ
أَقْسَمْتُ بِالرَّحْمَنِ إِنَّكَ فِيْ خَطَرْ
خَطَرٌ عَظِيْمٌ لَسْتَ تَعْرِفُ غَاْيَةً
فِيْ قَعْرِهِ حَتَّىْ تَؤُوْلَ إِلَى الْحُفَرْ
تَهْجُو التَّقِيَّ عَلَيْهِ يُثْنِيْ رَبُّنَاْ
نَصُّ الْكِتَاْبِ لِمَنْ تَدَبَّرَ فِي السُّوَرْ
فِي السَّاْبِقِيْنَ الْأَوَّلِيْنَ مَقَاْمُهُ
لَاْ شَكَّ عِنْدَ النَّاْسِ فِيْ هَذَا الْخَبَرْ
بُشْرَاْهُمُ فِيْ قَوْلِ رَبِّيْ قَدْ أَتَتْ
بِجِنَاْنِ خُلْدٍ طَاْبَ فِيْهَا الْمُسْتَقَرْ
وَكَذَاْ نَبِيُّ اللهِ بَشَّرَهُ بَلَىْ
طُوْبَىْ فَبَعْدَ الْمَوْتِ لَاْ يَشْكُو الْكَدَرْ
هَذَاْ حَدِيْثٌ بِالصَّحِيْحِ مُعَرَّفٌ
صَحَّ الْحَدِيْثُ وَخَاْبَ غِرٌّ قَدْ مَكَرْ
يَاْ غَاْفِلًا عَنْ قَدْرِهِ مَاْ عَاْقِلٌ
مُسْتَرْشِدٌ إِلَّا وَيَعْرِفُ مَنْ عُمَرْ
فَسِهَاْمُنَاْ فِيْ حُبِّهِ رَصَدٌ وَذَا
أَقْسَىْ عَلَىْ صَدْرِ اللَّئِيْمِ مِنَ الْحَجَرْ
هُوَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ أَقْرَبُ مَنْزِلًا
فَاجْلُ الْفُؤَاْدَ بِحُبِّهِ وَاجْلُ الْفِكَرْ
وهُوَ الَّذِي الصِّدِّيقُ قَدْ أَوْصَىْ بِهِ
وَوَزِيْرُهُ الْكَرَّاْرُ مَرْفُوْعُ النَّظَرْ
لَاْ يَسْلُكُ الشَّيْطَاْنُ فَجًّا إِنْ مَشَىْ
فِيْهِ أَبُوْ حَفْصٍ فَبِالتَّقْوَىْ أَمَرْ
وَأَهَاْنَ فِي الْيَرْمُوْكِ قَيْصَرَ رُوْمِهِمْ
وَأَذَلَّ كِسْرَى الْقَاْدِسِيَّةِ وَانْتَصَرْ
قَرْنُ الْحَدِيْدِ فَبَأْسُهُ فِيْمَنْ بَغَىْ
وَالْقُدْسُ سِلْمٌ وَالنَّوَاْحِيْ إِذْ حَضَرْ
أَنَا فِيْ هَوَى الْفَاْرُوْقِ صَبٌّ هَاْئِمٌ
حُبِّيْ لَهُ وَاللهِ فِيْ صَدْرِيْ وَقَرْ
أَرْجُوْ مَوَاْهِبَهُ وَأَرْجُوْ غَوْثَهُ
إِنْ حَلَّ ضِيْقٌ أَوْ تَرَاْءَىْ بِيْ ضَرَرْ
فَإِذَاْ حَيَاْتُكَ مَرَّةً قَدْ أَجْدَبَتْ
فَاذْكُرْ وَلِيَّ اللهِ وَاسْتَقْصِ الْمَطَرْ
وَإِذَاْ وَجَدْتَ مَشَقَّةً لَاْ تَنْقَضِيْ
فَارْفَعْ نِدَاْءَ الْحُبِّ وَاهْتِفْ: يَاْ عُمَرْ
يَاْ يَوْمَ أَسْلَمَ فِيْ قُرَيْشٍ عِزُّهَاْ
وَسَفِيْرُهَاْ أَنْعِمْ فَقَدْ طَاْبَ الْخَبَرْ
يَمْشِيْ وَحَمْزَةُ فِيْ صِحَاْبِ الْمُصْطَفَىْ
قَمَرًا يُجَلِّلُهُ الضِّيَاْءُ إِلَىْ قَمَرْ
إِذْ يَنْصُرَاْنِ الْمُسْلِمِيْنَ بُطُوْلَةً
وَيُخَفِّفَاْنِ الْقَهْرَ عَمَّنْ قَدْ صَبَرْ
مَنْ كَاْنَ فِيْ آلِ النَّبِيِّ غَرَاْمُهُ
فَهُمُ مَعَ الْفَاْرُوْقِ حُبٌّ مُعْتَبَرْ
عُمَرٌ حَبِيْبُ مُحَمَّدٍ وَنَصِيْرُهُ
فِيْ مَكَّةٍ وَالنَّاْسُ طُرًّا فِيْ حَذَرْ
وَزِوَاْجُهُ مِنْ بِنْتِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ
دَاْعِي السَّعَاْدَةِ فِي الْفُؤَاْدِ لِذِيْ نَظَرْ
يَاْ عَاْشِقُوْنَ قُلُوْبُنَاْ مُشْتَاْقَةٌ
وَحَبِيْبُنَاْ حِبُّ الْحَبِيْبِ عَلَىْ أَثَرْ
صَلُّوْا عَلَى الْهَاْدِي النَّبِيِّ وَسَلِّمُوْا
مَاْ فَاْحَ بِالْأَعْطَاْرِ بُسْتَاْنُ الزَّهَر
مَاْ طَاْرَ بِالْأَشْوَاْقِ قَلْبٌ عَاْشِقٌ
أَوْ حَنَّ مُشْتَاْقٌ إِلَيْهِ عَلَىْ سَفَرْ
وَعَلَىْ جَمِيْعِ الْآلِ أَقْمَاْرِ الْعُلَىْ
وَصَحَاْبَةٍ فِيْهِمْ أَبُوْ حَفْصٍ عُمَرْ

_____هامش_____
[1]: وَخَصِيْمُهُ أَعْمَى الْبَصِيْرَةِ وَالْبَصَرْ: لمَّا كان ضالًّا شُبِّه بأعمى البصر لا يهتدي إلى الطريق.
[2]: لَمْ تَخْشَ حَرْبَ اللهِ: من حيث إن من عادى الأولياء موعود بالحرب من الله إشارةً إلى الحديث القدسي: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب).
[3]: عَلَيْهِ يُثْنِيْ رَبُّنَاْ # نَصُّ الْكِتَاْبِ: إشارة إلى قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان}.
[4]: نَبِيُّ اللهِ بَشَّرَهُ: إشارة إلى الحديث الصحيح الثابت: (وعمر في الجنة).
[5]: رصدٌ: أُرصِدَتْ لهم يُرْمَوْنَ بها.
[6]: فَاجْلُ الْفُؤَاْدَ بِحُبِّهِ وَاجْلُ الْفِكَرْ: المعنى؛ اكشف ما فيه من الحب، وفي اللغة: (وأَمرٌ جَلِيٌّ: واضح؛ تقول: اجْلُ لي هذا الأَمرَ أي: أَوضحه).
[7]: قَرْنُ الْحَدِيْدِ: إشارة إلى ما ورد في التوراة من صفته: (قرنٌ حديدٌ أمير شديد).
[8]: وَقَرْ: سكنَ وثبتَ في الصدر.
[9]: أَرْجُوْ مَوَاْهِبَهُ وَأَرْجُوْ غَوْثَهُ: المَوْهِبةُ؛ الهِبةُ، بكسر الهاءِ، وجمعُها: مواهبُ. وغوثه إغاثته وفي اللسان: (ولا غَوْثٌ أَي: إِغاثة؛ وغَوْثٌ: جائزٌ، في هذه المواضع، أَن يُوضع اسمٌ موضعَ المصدرِ مِن أغاث).
[10]: فَإِذَاْ حَيَاْتُكَ مَرَّةً قَدْ أَجْدَبَتْ # فَاذْكُرْ وَلِيَّ اللهِ وَاسْتَقْصِ الْمَطَرْ: الجَدْبُ؛ المَحْل نَقِيضُ الخِصْبِ. واستقصِ؛ ابلغِ الغاية في الطلب.
[11]: وَزِوَاْجُهُ مِنْ بِنْتِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ: هي أمُّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب؛ وأمها فاطمة الزهراء، رضي الله عنها وعن أبيها وأمها.