زيد المصري - Zaid Al-Masri

القلب وتقلبه 2 – أنواع القلوب

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَزَلْ عَلِيمًا عَظِيمًا عَلِيًّا، جَبَّارًا قَهَّارًا قَادِرًا قَوِيًّا، أَخْرَجَ صُنُوفَ النَّبَاتِ فَكَسَى كُلَّ نَبْتٍ زِيًّا، وقَسَّمَ الْخَلائِقَ سَعِيدًا وَشَقِيًّا، وَقَسَّمَ الرِّزْقَ بَيْنَهُمْ فَتَرَى فَقِيرًا وَغَنِيًّا، وَالْعَقْلَ فَجَعَلَ مِنْهُمْ ذَكِيًّا وَغَبِيًّا. بَيَّنَ لعبادِهِ مَنَاهِجَ الْهُدَى بِفَضْلِهِ وَإِرْشَادِهِ، وَأبعَدَ الْمُخَالِفِينَ لَهُ بِطَرْدِهِ وحِرمانِه، وَأَجْرَى الْبَرَايَا عَلَى مَشِيئَتِهِ وَمُرَادِهِ، وَاطَّلَعَ عَلَى سِرِّ الْعَبْدِ وَقَلْبِهِ وَفُؤَادِهِ، وَقَدَّرَ صَلاحَهُ وَقَضَى عَلَيْهِ بِفَسَادِهِ، فَهُوَ الْبَاطِنُ الظَّاهِرُ “وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ” أَحْمَدُهُ تعالى حَمْدَ مُعْتَرِفٍ لَهُ بِإِنْعامِه، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً تَجْلُو قَلْبَ قَائِلِهَا مِنْ رَيْنِ سَوَادِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُرْسَلُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ فِي جَمِيعِ بِلادِهِ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ حَارِسِ الإِسْلامِ يَوْمَ الرِّدَّةِ عَنِ ارْتِدَادِهِ، وَعَلَى عُمَرَ الَّذِي صار في وجهه خطان أسودان من كثرة بكائِه، وَعَلَى عُثْمَانَ مُشْتَرِي سِلَعِ السَّهَرِ بِنَقْدِ رُقَادِهِ، وَعَلَى عَلِيٍّ قَامِعِ أَعْدَائِهِ وَمُهْلِكِ أَضْدَادِهِ.

أما بعد:

فقد قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ  وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)﴾ سورة الفتح.

فالحديثُ عنِ القلوب وصِفاتها أمرٌ مهم، حيث إنَّ مدار الأعمال على القلب، فبِه تصلح الأعمال أو تفسد لأن القلب أميرُ الجوارح، فلا تعمل الجوارح شيئًا إلا بعدَ أمْره،

فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ” رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

فإِذا أَرَدْتَ أَنْ تَبْتَعِدَ عَنِ المحرَّمات فاعْرِف أَنَّ الذي يَقُودُكَ إِلَى ذٰلِك هُوَ مُضْغَةٌ فِى الجَسَد وهي القَلب، فإِذا صَلَحَت هٰذه المضْغَة فالجَسَدُ كُلُّهُ ينصلِح لأن القلبَ أَمِيرُ الجَوارِح، وما فِيهِ يَظْهَرُ عَلَى الجَوارِح،

فإِذا كانَ القَلب مَملوءٌ بالخير فإن هذا الخير يَظْهَرُ عَلَى الجَوارِح، وإذا كان القلب مملوءٌ بالشر فإن هذا الشر يَظْهَرُ عَلَى الجَوارِح. لأَنَّ الجَوارِحَ إِنَّما تَتَحَرَّكُ عَنْ أَمْرِهِ. “أَلَا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ” أي كُلُّ أَعْضاءِهِ.

ولذلِكَ جاءَ فِى الحَدِيث الذي رواه الترمذي عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: “من أعطى للهِ ومنع للهِ وأحبَّ لله وأبغضَ للهِ وأنكح للهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إيمانَه”

ومَعنى “من أعطى للهِ” مَنْ أَعْطَى لِوَجهِ الله وكانَ عَطاؤُهُ نابِعًا عَنْ يَقِينٍ وَنِيَّة صادِقَة فِى قَلْبِهِ.

“ومنع للهِ وأحبَّ لله وأبغضَ للهِ” أي كان منعُهُ ومَحَبَّتُهُ وبُغْضُهُ كل ذلك تابِعًا لِشىءٍ صَحيحٍ مُوافِقٍ للشَّرْع الحنيف “فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إيمانَه” وذلك لأَنَّ الأَصْل القَلْب.

وكانَ الحَسَن البِصْرِيّ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ يَقُول: “ما تَكَلَّمْتُ كَلِمَة وَلا خَطَوْتُ خَطْوَة إِلّا بِنِيَّة” وهذا يدل على أن أقواله وأفعاله صادرة عَنْ شىءٍ فِى القَلْبِ قَبْلَ ذلِك.

وورد أن داود الطّائِيّ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ  كان مرة جالسا فِى الشَّمْس فقالَ لَهُ رجل: قُمْ إِلَى الظِّلّ! لم تجلس تحت الشَّمس! فقال: “هٰذه خَطَواتٌ ما عَرَفْتُ نِيَّتَها” يَعْنى ما عِنْدِي نِيَّة للهِ تعالى فِيها لِذلِكَ لا أَفعَلُها!

فينبغي عَلَيْنا أَنْ نُراعِي قلوبنا لتستقيم بِمَحَبَّةِ اللهِ تعالى وَتَعْظِيمِهِ. فمن كان على ذلك فَإِنّ جوارحه تَسْتَقِيم. لِذلِكَ علينا أن نداوي قلوبنا بِما هُوَ دواءُ القَلب.

وقد خلق الله تعالى الإنسان وجعل له عقلًا وقلبًا ليميز به بين الخير والشر، فمن كان على كمال الإيمان فإن قلبه يكون صافيًا نقيًّا مُنقادًا للخير، فتعمل الجوارح بما يقرب إلى الله بإذن الله.

ومن كان على الكفر أو الفجور فإن قلبه يكون خبيثًا منكوسًا، فتعمل الجوارح أعمال الشر والفساد،

فالقلب كما قال أبو هريرة رضي الله عنه: “مَلِكٌ، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خَبُث الملك خبثت جنوده”. ومرجع ذلك هو قوله ﷺ “أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ” متفق عليه.

وقوله ﷺ: “لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتَّى يستقيمَ قلبُه” رواه الإمام أحمد من حديث أنس رضي الله عنه.

وجاء في صحيح مسلم أنه ﷺ قال: “بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا” وهذا دليل على أهمية أن يكون المؤمن حريصًا على قلبه من كل شائبة تحيده عن الاستقامة.

فالقلوب في الثَّبات على الخير أو الشر والتردُّد بينهما على ثلاثة:

الأول: قلْب تزيَّنَ بالتقوى، وطهُر مِن خبائث الأخلاق، واستنار بنور الإيمان.

والثاني: قلب استنار بنور الإيمان، لكن عليه ظُلمة الشهوات. وتختلف أحوالُ هذا الصِّنف بالقلَّة والكثرة، فمِنهم مَن أوقات غلبته لعدوِّه أكثر، ومِنهم مَن أوقات غلبَة عدوِّه له أكثر. فيكون قلبه مدنَّس بالأخلاق المذمومة.

والثالث: قلب خالٍ من الإيمان، فذلك قلبٌ مظلم  ميت لا حياةَ به، فهو الذي لا يعرِف ربَّه ومولاه، لا يعبده ولا يأتمر بأمره ولا ينتهي عن نهيه، ولا يحبُّ ما يحبُّه ويرضاه، ولا يُبغض ما يبغضه ويأباه،

بل هو واقفٌ مع شهواته ورغباته، إنْ أحبَّ أحبَّ لهواه، وإنْ أبْغض أبغض لهواه، وإنْ أعطى أعْطى لهواه، لا يستجيب لناصح، بل يتَّبع كل شيطان مريد، فهذا هو القلْب الميِّت الذي ذكرت صِفاته في أكثر مِن ءاية في كتاب الله.

وذكر الله تعالى أنواع القلوب الصحيحة، وأنواع القلوب الميتة أو السقيمة.

أما أصناف القلوب الصحيحة التي ذكرها الله في القرءان الكريم:

فمنها قلوب مطمئنة. كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ ءامَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ سورة الرعد.

وقلوب منيبة. كما قال تعالى: ﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾ سورة ق.

وقلوب وجِلة. كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ سورة الأنفال.

وقلوب سليمة. كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾ سورة الشعراء.

وقلوب اللينة، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ  ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)﴾ سورة الزمر.

وقلوب جعل الله فيها رأفة ورحمة. كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً﴾ سورة الحديد.

وقلوب خاشعة، كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ سورة الحديد.

وقلوب جعل الله فيها السكينة كما قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ﴾ سورة الفتح.

وقلوب قوية رابطة الجأش. كما قال تعالى: ﴿وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ سورة الكهف.

وقلوب مخبِتة. كما قال تعالى: ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ﴾ سورة الحج.

وأما أصناف القلوب الخبيثة التي ذكرها الله في القرءان الكريم:

فمنها قلوب مطبوع عليها. كما قال تعالى: ﴿وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ﴾ سورة الأعراف. وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ﴾ سورة الأعراف.

 

وقلوب قاسية. كما قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ﴾ سورة الزمر.

وقال تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)﴾ سورة البقرة.

 

وقلوب مقفلة. كما قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)﴾ سورة محمد.

وقلوب مكنونة، أي المغطاة المستور عليها وهذا حال من لا يُبصر الحق. كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءاذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)﴾ سورة الكهف.

وقلوب عليها الران، أي أنه غطي عليها بالذنوب. كما قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ  رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ سورة المطففين.

وقلوب مختوم عليها. كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)﴾ سورة البقرة.

وقلوب غُلفٌ معصوب عليها، أي أنها في غطاء. وهي قلوب الكفار. كما قال تعالى: ﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ﴾ سورة البقرة.

 

وهناك قلوب لاهية غافلة غليظة كما قال الله تعالى: ﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾ سورة الأنبياء. وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ سورة الصف.

وقال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ سورة الكهف.

وقال تعالى: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ سورة ءال عمران.

ومعلوم أن المهدي من هداه الله تعالى، فالله تعالى شرح صدور المؤمنين للإيمان وأما الكفار فلهم قلوب لا يفقهون بها فقلوبهم قاسية مقفلة مُنكِرَة مريضة غافلة غليظة زائغة مُرتابة.

قال الله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ  فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (22)﴾ سورة الزمر.

وقال تعالى: ﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ سورة ءال عمران.

وقال تعالى: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ سورة الزمر.

وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)﴾ سورة ءال عمران.

وقال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)﴾ سورة الحج.

وقال تعالى: ﴿فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾ سورة النحل.

وقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)﴾ سورة البقرة.

وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)﴾ سورة الأعراف.

وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾ سورة الهمزة. يعني أنها تدخلُ في أجوافِهم حتى تصلَ إلى صدورِهم وتطَّلِعَ على أفئدتِهم.

نسأل الله العفو والعافية فهذه جملة القلوب المذكورة في كتاب الله، فعلى كل واحد منا أن يتحسس قلبه، وأن يعمل على إصلاحه فإنه أمير الجوارح. فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد تقصيرا فليجتهد في الارتقاء بقلبه إلى ما يرضي ربه.

اللهم يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قلوبنا عَلَى طَاعَتِكَ، اللَّهُمَّ إِنّا نسْأَلُكَ رِضاكَ وَالجَنَّة وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سخطِكَ والنار، اللَّهُمَّ إن أحييتنا فأحيِنا على الإِسْلام وَإن تَوَفَّيتنا فتوفنا عَلَى كَمالِ الإِيمان،

اللهم ثَبِّت أفئِدَتنا ونوِّر قلوبنا بِنُورِ الإِيمانِ والعِلْمِ وَالمعرِفَةِ، وَأَخْرِجْنا مِنْ هذه الدُّنْيا سالِمِينَ غانِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.

وَصَلِّ اللهمَّ وَسَلِّم عَلَى سيِّدِنا وحبيبنا محمّد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمدُ للهِ رَبِّ العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر2:59 AM
    شروق الشمس4:41 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:25 PM
    العشاء7:55 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي