زيد المصري - Zaid Al-Masri

الــحــــج (1)

الحمد لله الذي خلق العالم من غير احتياج، وأنزل قرءانا عربيا قيما من غير اعوجاج، وشرع الإسلام دينا فانتشر في الأرض وراج، فكان لمن دخل فيه فخرا وعزا وتاج، أحمده تعالى كلما هلل مهلل واعتمر معتمر وحج حاج، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد السراج الوهاج، من بمولده ارتج إيوان كسرى ارتجاج، وصاح إبليس اللعين صيحة وهاج. وعلى صاحبه أبي بكر مصدقه في الإسراء والمعراج، وعلى عمر الذي انتشر عدله في الفجاج، وعلى عثمان الذي يبتهج بذكره أيما ابتهاج، وعلى علي الذي أدخل في دين الله أفواج وأفواج.       

أما بعد:

فقد قال الله تعالى في القرءان الكريم: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ  فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)} سورة الحج.

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “العُمْرَة إِلَى العُمْرِة كَفَّارةٌ لِمَا بيْنهُما، والحجُّ المَبرُورُ لَيس لهُ جزَاءٌ إلاَّ الجَنَّةَ”

ما إن ودَّعنا شهر رمضان المبارك شهر الخير والرحمة والبركة، حتى بدأ المسلمون بالاستعداد لأداء فريضة أخرى مباركة عظيمة، وأخذ المؤمنون بالتجهيز للسفر إلى تلك الرحاب الطاهرة طاعةً لله تعالى، حيث ثارت في النفوس الطيبة نوازع الشوق والحنين لأداء فرض الحج، وبدأوا يتدفقون كالسيل من أطراف المعمورة، ومن كل حَدَب وصَوبٍ قاصدين البيت العتيق في أم القرى الفيحاء،

مكة المكرمة دوحة الإيمان ومهبط الوحي المبين، حيث دوى منها صوت الحق، وامتد من أفقها نور الهدى يُبدد ظلمات الشرك والإفك والجهل والجاهلية والضلال، ويملأ الأرض نورًا وعدلًا ورحمة، فمن تلك البقعة المباركة انطلقت قوافل الفتح وسرايا المجد تدك معاقل الوثنية والشرك والظُلم، وتفتح الدنيا بنور القرءان الكريم، وضياء السنة النبوية المطهَّرة.

 

فما أجمل اجتماع الناس في ذلك المكان مع اختلاف ألسنتهم وألوانهم، الأبيض والأسود والأحمر، والغني والفقير، والرئيس والمرؤوس، والخادم والمخدوم، صغيرهم وكبيرهم، نساءً ورجالًا، شيبًا وشُبَّانًا، وقد حضنتهم تلك البقاع المقدسة متجردين من مباهج الحياة الدنيا وشهوتها، خاشعين ومُكَبِّرين ومُهللين، فتصدح الأصوات الباكية من النفوس التائبة: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

يدعون ربهم تبارك وتعالى، ويتعارفون ويتآلفون ويُصبحون بنعمة الله إخوانًا متحابين متكاتفين متعاونين على البر والتقوى، لا يتفاضلون إلا بتقوى الله، كما أخبر الحبيب المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ” لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ إِلَّا بِالتَّقْوَى “ رواه الطبراني وغيره.

ونرى تذلل الحجاج للمولى عز وجل وهم يطلبون من خالقهم الرحمة والمغفرة والقَبول إيمانًا وتصديقًا بما جاء على لسان الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال: “منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ وَلَم يفْسُقْ رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ” متفق عليه.

والله تعالى يقول: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ  وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} سورة البقرة.

فأي خير وأي شرف وأي أجر كبير يحوزه هذا الذي وَفَّقَهُ الله برحمته فخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فطوبى لمن حرص على ذلك الخير، وعمل بأسباب نيل هذه المغفرة العظيمة، فقد جعل الله تعالى للحج مزية تكفير الذنوب الكبائر والصغائر، وليست هذه المزية لغير الحج من نحو الصلوات الخمس وصيام رمضان والزكاة وغير ذلك.

فالحَجُّ المبْرُورُ لَهُ مَزِيَّةٌ عَظِيْمَةٌ خَصَّهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهَا، لَمْ تُجْعَلْ فِي الصَّلَاةِ وَلَا فِي الصِّيَامِ وَلَا فِي الزَّكَاةِ وَهِيَ أَنَّهُ يُكَفِّرُ الكَبَائِرَ وَالصَّغَائِرَ، ومع ذلك الصلوات الخمس مرتبتها في الدين أعلى من مرتبة الحج، وقد يغفر الله بعض الكبائر بالطاعة ولكن لم يرد أن الصلاة تكفر الكبائر

بل الذي ورد ما رواه مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تُغش الكبائر” فالمزية لا تقتضي التفضيل، فالحج وإن كان له مزيةُ أنه يكفر الكبائر والصغائر بخلاف الصلوات الخمس فليس ذلك دليلا على أنه أفضل منها،

فقد ورد أن سيدنا عمر رضي الله عنه كان له مزية وهي أنه رأس الكشف في أمة سيدنا محمد عليه السلام ومع ذلك فإن أبا بكر رضي الله عنه أفضل منه.

 

لَكِنْ حَتَّى يُكَفِّرَ الحَجُّ الكَبَائِرَ وَالصَّغَائِرَ وَيَجْعَلَ الإِنْسَانَ بِلَا ذَنْبٍ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، هُنَاكَ شُرُوْطٌ لَا بُدَّ مِنْهَا قد يَغْفُل عَنْهَا كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمِنْ ذَلِكَ أن يكون حجه صحيحا. وأَنْ تَكُوْنَ نِيَّتُهُ خَالِصَةً للهِ تَعَالَى، فَإِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ العَمَلِ إَلَّا مَا كَانَ خَالِصًا لَهُ، وَمَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ أَيْ رِضْوَانُهُ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيْثِ الَّذِي رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.

وأن يكون المال الذي تزود به لحجه طيبًا حلالًا، بخلاف من يقصد الحج بمال حرام كمال الربا أو غيره مما يحصله كثير من الناس اليوم بطرق فاسدة خارجة عن قانون الشرع فلا تكون له هذه المزية،

وَيُشْتَرَطُ أَيْضًا لِلْحُصُولِ عَلَى تِلْكَ المزِيَّةِ أَنْ يَحْفَظَ نَفْسَهُ مِنَ الكُفْرِ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ، وَمِنَ الفُسُوقِ أَيْ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، وَأَنْ يَكُفَّ نَفْسَهُ عَنِ الجِمَاعِ مَا دَامَ مُحْرِمًا،

كَمَا هُوَ مَفْهُوْمٌ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّابِقِ: “مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ” لِأَنَّ مَعْنَى فَلَمْ يَرْفُثْ أَيْ لَمْ يُجَامِعْ وَهُوَ فِي الإِحْرَامِ، وَمَعْنَى لَم يَفْسُقْ أَيْ تَجَنَّبَ الكَبَائِرَ كَسِبَابِ المسْلِمِ وَضَرْبِهِ ظُلْمًا،

وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الكَبَائِرِ الَّتِي لَا بُدَّ لِلْحَاجِّ أَنْ يَكُونَ عَلَى عِلْمٍ بِهَا، حَتَّى يَتَمَكَّنَ مِنَ اجْتِنَابِهَا، أَمَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَلَا يَجْعَلُهُ حَجُّهُ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، لَكِنَّهُ لَوْ لَمْ يَحْفَظْ نَفْسَهُ مِنْ صَغَائِرِ الذُّنُوبِ فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ مِنْ تِلْكَ الفَضِيْلَةِ، فَلَا يُقَالُ لِلَّذِي تَحْصُلُ مِنْهُ الصَّغَائِرُ وَهُوَ فِي الحَجِّ، كَكَذْبَةٍ مِنَ الصَّغَائِرِ وَنَظْرَةٍ بِشَهْوَةٍ ذَهَبَ ثَوَابُ حَجِّكَ.

 فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد صبيحة العيد بمنى امرأة شابة جميلة تسأله مسئلة في الحج فجعل ابنُ عمه الفضل بن عباس ينظر إليها أعجبه حسنها وجعلت هي تنظر إليه أعجبها حسنه فصرف عليه السلام عنق ابنِ عمه الذي كان راكبا خلفه على البعير إلى الشق الآخر ولم يقل له أذهبت ثواب حجك. والحديث رواه البخاري وهو مشهور بحديث الخثعمية.

 

وليُعلم أنَّ مِن أَدلِّ الأدلة على فضل الحج وعلُّو شأنه أنه قد جمع أنواع رياضة النفس، أي تهذيبها وتطهيرها، ففيه إنفاق مال ومجاهدة نفس بنحو الجوع والعطش والسهر، ومكابدة السفر ومتاعبه، مع ما فيه من فراق الوطن والأهل والإخوة والأصحاب والأحباب، فانظر واعتبر بما في فريضة الحج الشريفة من حكم راقية وفضائل سامية قد تخفى على كثير من الناس، فلا تنكشف إلا لمن جعل الله له بصيرةً طيبةً وفهمًا سديدًا.

ونرى أنه لا بد لنا في هذا المقام وفي هذه الأيام من توجيه نصيحة صادقة هادفة مهمة حرصًا منا على نشر الفوائد، وما يحتاجه مريد الحج ليكون عمله صحيحًا مقبولًا عند الله تعالى، وذلك أننا نرى كثيرًا من الناس الذين عزموا على الحج، وأزمعوا على الرحيل بُغية قصد الكعبة المشرّفة إذا ما جرى الكلام بيننا وبينهم في أمر الحج والتجهيز والاستعداد له

يقول لك أحدهم مثلًا: قد أعددت ما أحتاجه من أغراضٍ وأدواتٍ وطعامٍ وشراب ودواء وثياب إحرام وكذا وكذا، ورتبتُ أمور السفر والحجوزات، وحَجَزتُ في الفندق الفلاني قريبًا من الكعبة، في غرفة مطلة على الحرم تتوفر فيها كل أسباب الراحة !! ويطول كلامه في مثل هذه الأمور، وكأنه مسافر للنقاهة والاستجمام لا للحج،

وإذا ما قلت له: هل تزودت للحج بما هو أهم من كل ما ذكرته ؟ لربما عَلَت وجهَه ملامح الدهشة والاستغراب، ويبادرك بسؤال المتعجب فيقول: وماذا بقي وما الذي ينقصني وقد هيأت كل ما أحتاجه ؟!

فتقول له: العلم، فإنه ينبغي لك الاهتمام لأمر العلم، وتقديم تحصيل العلم، حتى تضمن صحة حجك بدل أن يذهب المال والتعب والجوع والعطش والسفر سدىً بلا طائل، فإن من جهل أحكام الحج فدَخَل فيه بغير علم لا يضمن صحة ما يقوم به، وهكذا شأن الجاهل يريد أن يُصلح فيُفسد، ولا يدري أيقترب من مبتغاه أم يبتعد،

كتائه في الصحراء بلا دليل يريد الذهاب ناحية الشرق فإذا به يسير إلى أقصى الغرب. فيقول لك: إذا ذهبت إلى هناك نظرت ماذا يفعل الناس ففعلت مثلهم ! ولربما قال البعض: العبرة بالنية الحسنة وأنا نقي القلب وقد قصدتُّ طاعة الله والله غفور رحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

وقد قال العلماء: “يجب على كل مسلم أن لا يدخل في شىء حتى يعلم ما أحلَّ الله تعالى منه وما حرَّم فإن الله عزَّ وجل تَعبَّدنا أي كلّفنا بأشياء فلا بد من مراعاة ما تعبَّدنا الله تعالى به” ومعنى ذلك أن من دخل في عبادة ما أو معاملة مالية أو تجارية مثلا بغير علم فقد عصى الله، وفي الغالب يقع بسبب جهله في مُفسد من المفسدات، فلا يصح عمله وهو لا يدري ولا يكون معذورًا بجهله.

فلا بد من العلم لمريد الحج، وكذا سائر العبادات والمعاملات، ولو فرضنا أن الجاهل أتى بالمناسك والشروط والأركان صحيحةً بالمصادفة فإنه كذلك لا يسلم من المعصية، لأنه دخل في هذا العمل بغير علم،

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوعُ ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر” رواه ابن ماجه. وهكذا الجاهل فلربما ذهب وطاف وسعى ورمى صورةً فقط، ولا يصح له من ذلك شىء، فلماذا التقصير والكسل في طلب العلم؟ فإن السفر للحج ليس سفرًا للنزهة، وليس المراد من ذلك الترفيه، وبالتالي فعلى مريد رضا الله تعالى وسلامة دينه أن يحرص على ما ينفعه ليصح حجه وتصح عمرته.

فمَنْ أَرَادَ رِضَا اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَالتَّقَرُّبَ إِلَيْهِ بِأَدَاءِ مَنَاسِكِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَكَلَّفَ الطَّلَبَ وَالسُّؤَالَ قَبْلَ الشُّرُوعِ وَقَبْلَ البَدْءِ بِمَنَاسِكِهِمَا لِتَعَلُّمِ أَحْكَامِهِمَا إِنْ لَم يَكُنْ يَعْلَمُهَا، كَمَا أَنَّهُ يَتَكَلَّفُ مِنْ مَالِهِ وَصِحَّتِهِ وَوَقْتِهِ لِهَذِهِ الرِّحْلَةِ العَظِيْمَةِ الشّىْءَ الكَثِيْرَ،

وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ” رَوَاهُ مُسْلِمٌ. أَيْ مَرْدُودٌ لَا يُقْبَلُ، فَلَا يَكُوْنُ العَمَلُ صَالِحًا صَحِيْحًا مَقْبُولًا عِنْدَ اللهِ إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ مُوَافِقًا لِشَرْعِ اللهِ، وَالحَجُّ مِنْ أَعْظَمِ أُمُوْرِ الإِسْلَامِ، وَهُوَ وَاجِبٌ عَلَى المسْلِمِ الحُرِّ المكَلَّفِ المسْتَطِيْعِ، مَرَّةً فِي العُمُرِ، وَفِيْهِ مَشَقَّةٌ وَبَذْلُ مَالٍ وَسَفَرٌ وَغُرْبَةٌ،

فَيَنْبَغِي عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى أَدَائِهِ عَلَى الوَجْهِ الَّذِي يَكُونُ مَقْبُولًا بِهِ فِي الشَّرْعِ، لَا سِيَّمَا وَقَدْ قِيْلَ: (مَا أَكْثَرَ الضَّجِيْجَ وَمَا أَقَلَّ الحَجِيْجَ) وذلك لأن كَثِيْـرًا مِنْ هَؤُلَاءِ مَا تَعَلَّمُوا أَرْكَانَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، وَمَا تَعَلَّمُوا مُفْسِدَاتِهِمَا، يَذْهَبُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْرِفُوا كَيْفَ يَصِحُّ الحَجُّ وَكَيْفَ تَصِحُّ العُمْرَةُ، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلُوا مَا هُوَ الَّذِي يُجْبَرُ بِدَمٍ وَمَا هُوَ الَّذِيْ إِذَا تَرَكَهُ لَا يُجْبَرُ بِدَمٍ، فَيَكُوْنُوْنَ حَيَارَى،

كَثِيْرٌ هُمُ الَّذِيْنَ يَذْهَبُوْنَ وَلَا يَعْرِفُوْنَ حُدُوْدَ عَرَفَاتٍ فَيَقِفُونَ خَارِجَ عَرَفَاتٍ حَيْثُ لَا يُجْزِئُ الوُقُوْفُ، وَكَثِيْرُوْنَ يَذْهَبُوْنَ وَلَا يَعْرِفُوْنَ مَتَى يَبْدَأُ الرَّجْمُ، وَكَيْفَ يَصِحُّ وَكَيْفَ لَا يَصِحُّ، وَمَاذَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ، وَكَثِيْرٌ لَا يَعْرِفُوْنَ غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ القَضَايَا الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالحَجِّ،

ثُمَّ إِنَّ بَعْضَهُم قَدْ يَكُونُ مُغْتَاظًا غَاضِبًا لِقَضِيَّةٍ مَا، فَتَرَاهُ يَتَلَفَّظُ بِأَلْفَاظٍ سَفِيْهَةٍ، حَتَّى قِيْلَ إِنَّ بَعْضَهُم يَسُبُّ اللهَ أَو دِيْنَ الإسلام أَوِ الحَجَّ وَالعِيَاذُ بِاللهِ، فَيَكُونُ بِهَذَا قَدْ أَبْطَلَ حَجَّهُ وَخَرَجَ مِنَ الإِسْلَامِ.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر3:02 AM
    شروق الشمس4:42 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:23 PM
    العشاء7:53 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي