زيد المصري - Zaid Al-Masri

الــحــــج (2)

الحمد لله رب العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم وسار على منوالهم إلى يوم الفصل والدين.

أما بعد:

فقد روى الحافظ ابن حجر في الفتح وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “قام إبراهيم على الحجر فقال: يا أيها الناس كتب عليكم الحج، فأسمع من في أصلاب الآباء وأرحام النساء، فأجابه من ءامن ومن كان سبق في علم الله أنه يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك”

وهو مما عرف واشتهر عند المفسرين لمعنى قوله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)} سورة الحج.

وليعلم أن الحج من أهم أمور الإسلام فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بُني الإسلام على خمس شهادةِ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان” وقد فرضه الله تعالى على المستطيع في العمر مرة واحدة، والمستطيع هو من وجد ما يوصله ويرده إلى وطنه فاضلا عن دينه ومسكنه وكِسوته اللائقين به ومؤنةِ من عليه مؤنتهم مدة ذهابه وإيابه.

 

شروط الحج

وللحج شروطُ وجوب وشرط صحة وقد قال عليه السلام فيما رواه البخاري: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”

فأما شروط الوجوب فهي:

الإسلام والبلوغ والعقل والحرية وأمن الطريق ووجود الراحلة والاستطاعة.

وأما شرط الصحة فهو:

الإسلام. فلا يطالب الكافر بالحج لكنه يخاطب بها خطاب عقاب في الآخرة، ولو أسلمَ الكافر الأصلي وهو مُعْسِـرٌ بعدَ استطاعتهِ في الكفرِ فإنه لا أَثَرَ لاستطاعتهِ التي كانَ عليها حالَ كفرِه فلا يُكَلَّفُ العملَ بعد إسلامهِ من أجلِ الحجِّ،

 

وأمَّا المرتدُّ فيخاطبُ بالحجِّ في رِدَّتهِ بمعنى أنه لو كان مستطيعا أثناءَ رِدَّتهِ ثمَّ أسلمَ وقد افتقرَ لَزِمَهُ العملُ من أجلِ الحجِّ،

ولا يُشْـتَـرَطُ لصحة الحج البلوغُ والعقلُ والحرية، ولكن إذا بلغ الصبي وكان مستطيعا لم تَكفِهِ الأولى وإذا أُعتِقَ العبدُ وكان مستطيعا لم تَكفِهِ الأولى، ولو تكلَّف الفقيرُ الحَجَّ ثمَّ صارَ مُوسِرًا كَفَـتْهُ الأُولى ومن كان عليه دين حال فأراد الحج وجب عليه أن يستأذن من أصحاب الديون فإن أذنوا له ذهب وإلا فالأولى هو سداد الدين.

 

أركان وواجبات الحج

وللحج أركان وواجبات، والأركان لا يصح الحج بدونها ولا تجبر بالدم، وأما الواجبات فإنها تجبر بالدم،

وأركان الحج هي:

الإحرامُ:

ويشترطُ أنْ يكونَ في أَشْهُرِ الحَجِّ وهي شَوَّالٌ وذو القَعْدَةِ وأَوَّل تسعة أيامٍ من ذي الحِجَّة، وبعض الناس من يترك الإحرام ويظن أن الإحرام هو رؤية الكعبة فليتنبه. وَلَيْسَ المرَادُ بِالإِحْرَامِ لُبْسَ الثِّيَابِ البِيْضِ كَمَا يَظُنُّ كَثِيْرٌ مِنْ مُرِيْدِي الحَجِّ إِنَّمَا المرَادُ بِالإِحْرَامِ النِّيَّةُ، فَكَمَا أَنَّ الصَّلَاةَ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ نِيَّةٍ، فَكَذَلِكَ الحَجُّ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ نِيَّةٍ أَيْضًا،

وَالإِحْرَامُ كَأَنْ تَقُولَ بِقَلْبِكَ وَلَا يُشْتَرَطُ بِلِسَانِكَ: نَوَيْتُ الحَجَّ وَأَحْرَمْتُ بِهِ للهِ تَعَالَى، أَوْ تَقُولَ بِقَلْبِكَ دَخَلْتُ فِي عَمَلِ الحَجِّ، هَذَا هُوَ الإِحْرَامُ، لَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يَكُوْنَ الرَّجُلُ وَقْتَ النِّيَّةِ أَيْ وَقْتَ الإِحْرَامِ مُتَجَرِّدًا عَنِ الثِّيَابِ المحِيْطَةِ بِالبَدَنِ بِخِيَاطَةٍ، فَيَتَجَرَّدُ مِنْ نَحْوِ القَمِيْصِ وَمَا شَابَهَ ذَلِكَ.

 

والوُقُوفُ بعَرَفَة:

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة” ومعناه من فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج، وليس معناه أن الحج إنما هو الوقوف بعرفة فقط، ويشترطُ أنْ يكونَ بينَ زوال شمسِ اليومِ التَّاسعِ من ذي الحِجَّةِ إلى فجر العيد وأقلُّه لحظة، ويَصِـحُّ وُقُوفُ الحائضِ والجُنُب، ولا بد أن يَكُوْنَ ذَلِكَ فِي حُدُوْدِ أَرْضِ عَرَفَةَ، وَلَا يُجْزِئُ خَارِجَ حُدُوْدِهَا، ولا يُشْـتَـرَطُ الوُقُوفُ على جبلِ الرَّحمة.

 

والطَّوافُ بالبيت:

وشُرُوطُ صحَّة وُقُوعهِ: سترُ العورة، والطَّهَارَةُ عن الحَدَثِ الأكبرِ والأصغر، فَلَا يَصِحُّ الطَّوَافُ مِنْ غَيْرِ وُضُوءٍ، وَلَا يَصِحُّ طَوَافُ المرْأَةِ وَهِيَ فِي حَالِ الحَيْضِ، كَمَا يَحْصُلُ مِنْ بَعْضِ النِّسَاءِ فَإِنَّهُ غَيْرُ صَحِيْحٍ.

والطَّهَارَةُ عن النجاسةِ في الثَّوب والبدَن، وجَعْلُ البيتِ على يساره فإذا مشى وصدره إلى البيتِ أو ظهره وَجَبَ عليه أنْ يعودَ إلى المكانِ الذي تحوَّل فيه أو يُتِمَّ دَوْرَتَهُ ولا يَحْسبها، والابتداءُ من الحَجَرِ الأَسْوَدِ والانتهاءُ عندَه، وكَوْنُهُ سبعةَ أشواط وكَوْنُهُ داخلَ المسجدِ وخارجَ البيتِ وخارجَ الشَّاذَرْوَان والحِجْرِ،

وأنْ يكونَ بعد الوُقُوفِ بعرفةَ وانتصافِ ليلة العيد ولا ءاخرَ لوقته، ولا يجبُ مَعَهُ قراءةٌ ولا ذِكْـرٌ مُعَيَّنٌ فلو طافَ وهو ساكتٌ صَحَّ طَوَافُه.

 

والسَّعيُ بينَ الصَّفا والمروة:

وشروطُ صحَّته أنْ يكونَ بعد طواف الإفاضةِ أو بعد طوافِ القُدُومِ وأنْ يكونَ سبعَ مَرَّاتٍ وأنْ يبدأَ بالصَّفا ويختمَ بالمروة والذَّهابُ يُعَدُّ مَرَّةً والرُّجُوعُ يُعَدُّ مَرَّة لأن بعض الناس من يظن أن الذهاب والإياب يحسب مرة، ويَصِـحُّ السَّعْيُ من الحائضِ والجُنُب، ولا يجبُ مَعَهُ قراءةٌ ولا ذِكْرٌ مُعَيَّنٌ.

وَلَا بُدَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي المـَوضِعِ الصَّحِيْحِ، وَكَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ اليَوْمَ يَسْعَوْنَ فِي التَّوْسِعَةِ الجَدِيْدَةِ عِنْدَ الذَّهَابِ مِنَ الصَّفَا إِلَى المرْوَةِ، فَيَكُوْنُ جُزْءٌ مِنْ سَعْيِهِمْ خَارِجَ الموْضِعِ الصَّحِيْحِ فَلَا يَصِحُّ سَعْيُهُم بِذَلِكَ، فَإِذَا سَعَيْتَ فَاسْعَ ذَهَابًا وَإِيَابًا فِي المسْعَى القَدِيْمِ فَقَطْ، وَالَّذِي هُوَ الآنَ مَكَانُ السَّعْيِ مِنَ المرْوَةِ إِلَى الصَّفَا.

 

والحلقُ أو التقصير:

ويشترطُ لمن أراد التقصير قَصُّ ثلاثِ شَعَرَاتٍ وأنْ يكونَ بعد الوُقُوفِ وأنْ يَكُونَ بعد انتصافِ ليلةِ عيدِ الأضحَى، أَمَّا قَبْلَهُ فَيَحْرُمُ عَلَى المحْرِمِ إِزَالَةُ شَعْرَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ بَدَنِهِ. والأفضلُ للرَّجُلِ حلقُ جميعِ رأسهِ وللمرأة التقصيرُ.

 

وَالسَّادِسُ التَّرْتِيْبُ فِي مُعْظَمِ الأَرْكَانِ:

فَلَا بُدَّ أَنْ يُقَدَّمَ الإِحْرَامُ عَلَى الكُلِّ، وَيُؤَخَّرَ طَوَافُ الفَرْضِ وَالحَلْقُ وَالتَّقْصِيْرُ عَنِ الوُقُوْفِ بِعَرَفَةَ.

 

وأما واجبات الحج التي تجبر بالدم فهي:

الإحرام من الميقات:

فمنْ تجاوزَ الميقاتَ وأحرمَ بعدَه عمدًا فقد أَثِمَ ووَجَبَتْ عليه الفدية.

 

والمبيت بمنى على قول وعلى قول إنه سنة:

وليسَ المرادُ المبيتَ جميعَ اللَّيلِ بل المرادُ أنْ يكونَ هناكَ مُعْظَمَ اللَّيلِ أيْ ليلةِ اليومِ الأَوَّلِ من أيَّامِ التشريقِ والثَّاني، ومَنْ لم يخرج من منى فأدركَه غُرُوبُ ليلةِ ثالثِ أيَّامِ التشريقِ وهو بمنى وَجَبَ عليه مبيتُ اليوم الثالث

قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ  فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)} سورة البقرة.

 

والمبيت بمُزدلفةَ:

وهذا على القول المشهورِ في المذهب وعلى قول إنه سنة، ويحصل المبيت ولو كان للحظة، ووقتُه بعد الوُقُوفِ بعرفةَ وبعدَ انتصاف ليلة العيد ومَنْ تَرَكَهُ لَزِمَهُ فدية.

 

ورمي جمرةَ العَقَبَة:

بسبعِ حَصَواتٍ بشرطِ أنْ يرميَها في الحوضِ حَصْوَةً حَصْوَة، ويبدأُ وقتُها بانتصافِ ليلةِ عيدِ الأضحى ويمتدُّ إلى ءاخرِ أيامِ التشريق.

 

ورمي الجمراتِ الثَّلاثَ أيامَ التشريقِ بمِنَى:

ويُشترطُ رميُ الجمرة الصُّغرى أوَّلًا بسبعِ حَصَوَات وهي الجمرةُ التي تلي مسجدَ الخَيْف، ثمَّ يرمي الجمرةَ الوُسْطَى كذلكَ ثمَّ يرمي الجَمْرَةَ الكبرَى كذلك، وكُلُّ ذلكَ بعد زوال شمسِ أَوَّل يومٍ من أيامِ التشريقِ وقبلَ غروب شمسِ ذلكَ اليوم وهكذا،

ومَنْ غَرَبَتْ عليه شمسُ اليومِ الثَّاني من أيامِ التشريقِ وهو بمِنى وَجَبَ عليه أنْ يرميَ اليومَ الثَّالث، ومَنْ خافَ على نفسهِ من الزَّحمةِ له أنْ يُؤَخِّرَ كُلَّ الرَّمي إلى ثالثِ أيام التشريق، ولا يُوَكِّلْ بالرَّمي إلَّا إذا كانَ عاجزًا عن الرَّمي بنفسهِ إلى نهايةِ اليومِ الثَّالث.

وَيَنْبَغِي الانْتِبَاهُ مِنْ بَعْضِ المخَالَفَاتِ الَّتِي تَحْصُلُ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ هُنَاكَ، فَإِنَّ بَعْضَهُم مَثَلًا يَرْمِي جَمْرَةَ العَقَبَةِ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِ رَمْيِهَا، أَيْ قَبْلَ مُنْتَصَفِ لَيْلَةِ العِيْدِ، وَهَذَا لَا يَصِحُّ،

وَالبَعْضُ يَرْمِي الأَحْجَارَ السَّبْعَةَ دَفْعَةً وَاحِدَةً، أَوْ يَرْمِي الحَصَاةَ خَارِجَ الحَوْضِ، فَكُلُّ هَذَا يُؤَثِّرُ عَلَى صِحَّةِ الرَّمْيِ، لِأَنَّ الحَاجَّ لَا بُدَّ أَنْ يَرْجُمَ حَصَاةً حَصَاةً، وَأَنْ يَجْعَلَ الحَصَاةَ فِي الحَوْضِ المخَصَّصِ لَهِا، فَلَا يَرْمِي خَارِجَ الحَوْضِ.

 

وطوافُ الوَدَاعِ:

وهو القول الأظهرِ في المذهب وعلى قول إنه سنة.

 

وهذه الأُمُورُ السِّـتَّةُ مَنْ لم يأتِ بها لا يَفْسُدُ حَجُّهُ وإنما عليه إثمٌ وفديةٌ بخلافِ الأركانِ التي مَرَّ ذكرُها فإنَّ الحَجَّ لا يحصُلُ من دونها ومَنْ تَرَكَهَا لا يَجْـبُـرُهُ دَمٌ أيْ ذبحُ شاة.

 

من قُبِل حجة

 وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “من قُبِلَ حجه رفعت حصاه” أي أن الملائكة ترفع حصى من كان حجه مقبولا عند الله فلا تبقى حصاه في موضع الجمرات الثلاث،

فليس كل من ذهب للحج قُبِلَ حَجُّهُ فبعض الناس من يذهب لأداء الحج وهو على معتقد فاسد كالذين يعتقدون الشبيه والمثيل أو الجسم والأعضاء والسكنى في المكان في حق الله والعياذ بالله أو غير ذلك من المعتقدات الفاسدة، وبعض الناس من يذهب للحج ولا يأتي بالأركان كما أمر الله،

ولذلك قال العلماء: “ما أكثر الضجيج وما أقل الحجيج” فينبغي لكل مكلف أن يتعلم ما أوجب الله عليه حتى يؤدي الطاعة كما أمر المولى سبحانه،

وبعض من يذهب للحج يعتقد أن إبليس يسكن في موضع الجمرات، وبعضهم من يرمي بغير الحصى كالأحذية ونحوها فلا يصح رميهم، والصواب أن إبليس لا يسكن ذلك المكان، والحكمة من الرمي أن إبراهيم عليه السلام عندما ظهر له الشيطان في ذلك المكان ليوسوس له رماه بالحصى إهانة له، فأمرنا نحن معاشر أمة النبي عليه السلام بهذا الرمي إحياء لسنة إبراهيم وفي ذلك رمز لمخالفة الشيطان وإهانته.

 

زيارة قبر النبي

وإذا ما تمَّ له ذلك فليحرص بعد ذلك كل الحرص على زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها من أفضل القُربات وأنجح المساعي، وهي سنة مستحبة لأهل المدينة ولغيرهم من أهل الآفاق القاصدين بسفرهم زيارة خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في فضلها الكثير من الأخبار والروايات،

ويكفي في بيان ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبري وجبت له شفاعتي” رواه الدارقطني.

وروى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من جاءني زائرا لا تهمه إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا” قال العراقي: رواه الطبراني من حديث ابن عمر وصححه ابن السكن.

 

والله عظم قدر جاه محمد وأناله فضلا لديه عظيما في محكم التنزيل قال لخلقه صلوا عليه وسلموا تسليما وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر3:02 AM
    شروق الشمس4:42 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:23 PM
    العشاء7:53 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي