زيد المصري - Zaid Al-Masri

فضائل القرءان الكريم

الحمدُ لله الذي أنزلَ على عبده الكتاب ولم يجعل لهُ عوجا، قيّما لِيُنذِرَ بأسا شديدا من لدُنه ويُبشرَ المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنَّ لهم أجراً حسنا، ماكثين فيه أبدا، و يُنذرَ الذين قالوا اتخذَ الله ولدا، ما لهم به من علم ولا لآبائهم كَبُرَت كلمةً تخرجُ من أفواههم إن يقولون إلا كَذِبا، وأصلي وأسلم على رسول الهدى محمد أشرف الخلائق عجما وعربا، وأزكى البرية خلقا وخلقا، وعلى صاحبه أبي بكر الذي أنفق ماله حتى تخلل بالعبا، وعلى عمر الذي من هيبته ولى الشيطان هربا، وعلى عثمان الذي حيته الشهادة فقال مرحبا، وعلى علي الذي ما فُل سيف شجاعته قط ولا نبا.

أما بعد:

فقد أنعم الله تبارك وتعالى علينا بالقرءان العظيم، الذي فيه نبأُ من قبلكم، وخبرُ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصلُ ليس بالهزل، من تَرَكَهُ تجبُّراً قصمهُ الله، ومن ابتغى الهدى في غيرِهِ أضلّهُ الله، هو حبلُ اللهِ المتين، ونورهُ المبين، والذكرُ الحكيم، وهو الصراطُ المستقيم، وهو الذي لا تزيغُ بهِ الأهواء، ولا تلتبسُ بهِ الألسنةُ ولا تتشعّبُ معهُ الآراء، ولا يشبعُ منه العلماء، ولا يَمَلَّهُ الأتقياء، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تَنْتَهِ الجنّ إذ سَمِعَتْهُ أن قالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا، من عَلِمَ عِلْمَهُ سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عَمِلَ به أُجِر، ومن دعا إليه هدى إلى صراطٍ مستقيم.

ويُروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “من قرأ القرءان واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة، ووقاه يوم القيامة من سوء الحساب، وذلك بأن الله تبارك وتعالى يقول: “فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ” سورة طه. فَضَمِنَ الله لمن اتبع القرءان ألا يَضَّلَّ في الدنيا ولا يَشقى في الآخرة.

وروى مسلمٌ عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من نفَّس عن مسلمٍ كُربَةً من كُرَبِ الدنيا نَفَّس الله عنه كربَةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومن يَسَّرَ على مُعسِرٍ يَسَّرَ الله عليه في الدنيا و الآخرة، ومن ستر مسلما سترهُ اللهُ في الدنيا والآخرة، والله في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيه، ومن سلك طريقا يلتمسُ فيه علما سَهَّلَ الله له طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهُمُ الرحمة، وحَفَتهُمُ الملائكة، وذكرهم اللهُ فيمن عنده، ومن أبطأ به عملُه لم يُسرع به نَسَبُه”

وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنةُ بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”

وروى مسلم عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرءان مَثَلُ الأتْرُجّةُ ريحُها طيب وطعمها طيب، ومَثَلُ المؤمنِ الذي لا يقرأ القرءان مَثَلُ التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرءان مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومَثَلُ المنافق الذي لا يقرأ القرءان مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مُر”

وروى أبو داود عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يُقال لصاحب القرءان إقرأ وارتقِ ورتّل كما كنت تُرَتّلُ في الدنيا فإن منزلتك عند ءاخرِ ءايةٍ تقرؤها”

وروى البخاري عن عثمان بن عفّان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيرُكم من تعلم القرءان وعلمه” فلا يكفي مجردُ القراءة دون تلّقِّ، لأنه لا يجوز لقارئ القرءان أن يلحن فيغير الحركات أو يخرج الحرف من غير مخرجه،

أما الحديث الذي رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الماهر بالقرءان مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرءان ويَتَتَعْتَع فيه وهو عليه شاقٌ له أجران” فمعناه أن الذي تعلم القرءان فتلقّاهُ بطريقٍ صحيح، وصار يقرأ القرءان قراءةً صحيحة، ولكنه يجدُ مشقةً في إخراج الحروف من مخارجها، ومثال ذلك أنه بدل من أن يقرأ السورة بربع ساعة يقرؤها بنصف ساعة أو ساعة هذا له أجران، أما الماهر في قراءة القرءان فثوابه أكثر بكثير، كما حصل مع سيدنا أسيد بن حُضَير رضي الله عنه، فإنه كان لما يقرأ القرءان تتنزل الملائكة من السماء لقراءته،

وكان الشافعي رضي الله عنه يقصده الناس لسماعِ قراءته لأنه كان لما يقرأ القرءان من عذوبة صوته الناس يبكون، وفيهم من يغشى عليه من خشية الله، لأن القراءة الصحيحة مع الصوت الحسن تساعدان على استحضار الخشوع.

وعن نائلة زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه قالت: كان عثمان يقوم الليل فيختم القرءان كله بركعة ” وهذه كرامة له، لأنه كان وليا من أولياء الله الصالحين فبارك الله له في وقته، وهو القائل رضي الله عنه: “لو صَفَت قلوبُنا ما شبعنا من القرءان”

فليس معنى الحديث الذي ذكرناه ءانفا أن الذي يجد مشقة في قراءة القرءان من دون أن يتعلم قراءة القرءان فيخطئ يكون له أجران، أما إن تعلم ينقص أجره فيأخذ أجرا واحدا، هذا القول ظاهر البطلان، إنما الذي يَتَتَعْتَع في قراءةِ القرءان وله أجران، هو من تعلم القراءة الصحيحة ولكنه يجد مشقة في قراءته وهو يتلو القرءان تلاوة صحيحة، وقد قال الله تعالى: “وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ  إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا” سورة الإسراء.

لقد وعظكَ القرءانُ المجيد، يُبدي التذكارَ عليك ويُعيد، غير أن الاعتبار منك بعيد، ومع هذا فقد سبقَ العذابَ التهديد ” فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ” سورة ق.

إن في القرءان ما يُلينُ الجَلاميد، لو فهمَهُ الصخرُ كأنّ الصخرَ يَمِيدُ، كم أخبرك بإهلاكِ الملوكِ الصّيد، وأعلمك أن الموتَ بالباب والوصيد ” فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ”

إنّ مواعظَ القرءان تُذيبُ الحديد، وللفهوم كلَّ لحظةٍ زجرٌ جديد، وللقلوب النيّرة كلَّ يوم به عيد، غير أنّ الغافل يتلوه ولا يستفيد ” فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ”

نسألُ الله أن يرزُقنا تلاوة القرءان ءاناء الليل وأطراف النهار إنه على كل شئ قدير . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر2:52 AM
    شروق الشمس4:36 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:30 PM
    العشاء8:02 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي