زيد المصري - Zaid Al-Masri

التفكر في مخلوقات الله 1

الْحَمْدُ للَّهِ الْخَالِقِ بِقُدْرَتِهِ مَا دَبَّ وَدَرَج، الدَّالِّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ بِالْبَرَاهِينِ وَالْحُجَجِ، أَنْشَأَ الأَبْدَانَ مِنَ النُّطَفِ وَحَفِظَ فِيهَا الْمُهَجَ، وَأَنْطَقَ اللِّسَانَ فَأَبَانَ سُبُلَ الْمُرَادِ وَنَهَجَ، ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ خَلَقَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمَرَجَ، وَعَلِمَ مَا ظَهَرَ فِي الأَرْضِ ومَا فِيهَا وَلَجَ، بَصِيرٌ يَرَى جَرَيَانَ الدِّمَاءِ فِي بَاطِنِ الْوَدَجِ، سَمِيعٌ لا يخفى عليه صَوْت الْبَاكِي إِذَا نَشَجَ، ولا يَخْفَى عَلَى بَصَرِهِ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ سَوَادُ الثَّبَجِ، وَلا يَعْزُبُ عَنْ سَمِعْهِ أَنِينُ الْمُدْنِفِ يَرْجُو الْفَرَجَ، أَنْزَلَ كتابًا مَنْ استقى منه ارْتَوَى وَابْتَهَجَ، قُرْءانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ. أَحْمَدُهُ تعالى حَمْدَ مَنْ جَمَعَ الْمَحَامِدَ فِي حَمْدِهِ وَدَرَجَ، وَأُصَلِّي وأسلم عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ الَّذِي إِلَى السماء عَرَجَ، وَعَلَى صَاحِبِهِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الَّذِي لا يَبْغَضُهُ إِلا الرُّعَاعُ الْهَمَجُ، وَعَلَى عُمَرَ الَّذِي يَفُوحُ مِنْ ذِكْرِهِ أَذْكَى الأَرَجِ، وَعَلَى عُثْمَانَ الَّذِي جَمَعَ الإِنْفَاقَ إِلَى الصِّهْرِ فَازْدَوَجَ، وَعَلَى عَلِيٍّ الْمُجْمَعِ عَلَى حُبِّهِ فَإِنْ خَرَجَ شَخْصٌ مِنَ الإِجْمَاعِ خَرَجَ.

أما بعد:

فإن من العبادات العظيمة والطاعات النافعة التفكر بمخلوقات الله تعالى، وقَد حَثَّ اللهُ تَعالى عِبادَه في كَثِيرٍ مِنْ ءايَاتِ القُرءانِ على النّظَرِ والتفكر في مخلوقاتِه،

فقَال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾ سورة ءال عمران.

والتفكر في مخلوقات الله فيه فوائد كثيرة وإذا كان بنية حسنة فإن فيه ثواب، ومن فوائده أنه يرقق القلوب، فينبغي أن يجعل المرء وقتا للتفكر في مخلوقات الله التي تدل على عظمته تعالى،

لأن الإنسان إذا كان في غفلة ولم يكن له واعظ ومذكر فإنه ينجرف إلى قساوة القلب، أما إذا جَرَّ نفسه إلى الاتعاظ والاعتبار والتأمل والتفكر والتدبر، فإن هذا التفكر يجعله على الخوف من الله خوف الإجلال ورقة القلب والاستعداد للآخرة.

وترقيق القلب له فائدة كبيرة، فإن الإنسان إذا رقَّ قلبه فإنه يستعد للآخرة، وإذا عصى الله تعالى تراه قلقًا مضطربًا يبكي ويحزن ويخاف ويفكر في القبر والآخرة والموت والسؤال والحساب.

أما إذا قسى قلبه فإنه لا يتأثر إذا ترك الواجبات وفعل المحرمات والموبقات. وتراه يتمادى بارتكاب المعاصي وترك الواجبات، ويستسهل أن ينتقل من معصية إلى أخرى، وقد ينجر بعد ذلك إلى الكفر والعياذ بالله فيخسر الدنيا والآخرة.

وأضربُ لكم مثلًا في مسألة القلب بالحجر الأسود، فقد جعل الله تعالى الحجر الأسود عبرة للمعتبرين، ليتأمل الإنسان كيف أن ارتكاب المعاصي ومخالطة أصحاب الفسق والكفر والشرك تؤثر على القلب،

فقد ورد في الحديث الذي أخرجه الترمذي أن الحجر الأسود أنه يَاقُوتَةٌ من ياقوتِ الجنَّةِ طمسَ اللَّهُ نورَه، ولو لَم يَطمِسْ نورَه لأضاء ما بينَ المشرقِ والمغرِبِ. فعندما خرجت هذه الياقوتة من الجنة كان بها نور ينير ما بين المشرق والمغرب،

ثم نزلت هذه الياقوتة إلى الأرض ووُضعت في ركنٍ من أركان الكعبة، وبعد ذلك خفَّ هذا النور بتمسح المشركين بهذا الحجر الأسود، إلى أن ذهب وانطفأ وصار لونه أسود، فصار يقال له الحجر الأسود.

والعبرة هنا أن هذا الحجر الذي ليس فيه إحساس ولا شعور ولا حياة ولا روح، اسودَّ من مخالطة المشركين وتمسحهم به، فإذا كان الحجر يسود من الذنوب فكيف بالقلب!.

فيعلم من ذلك أن الإنسان بكل ذنب يفعله لا سيَّما الكبائر يصير مثل النقطة السوداء في قلبه، وهذا الأثر بسبب الذنب، فإذا تمادى الإنسان في الذنوب ولم يتب منها تحصل القساوة في القلب،

وإذا قسى القلب ينجر المرء إلى الحرام ويستسهل فعل الكبائر، ثم إذا صار ذلك عادةً له قد يستسهل الوقوع في الكفر والعياذ بالله. فينبغي على المرء أن يكون دائم التفكر في مخلوقات الله، لأن الفائدة المرجوة من ذلك ترقيق القلب لأجل الاستعداد للآخرة.

ولو نظر الواحد منا في نفسه وما فيه من العجائب لاعتبر بذلك: فلو تأمل في ريقِه الذي يكون في فمه، فإنه إذا جُرِحت اللثة فإن الريق يكون أقوى علاج لالتئام هذا الجرح الذي في اللثة، فسبحان الله الخالق العظيم.

ولو تفكر في شعر الرأس كيف يطول، وأما شعر الأهداب وشعر الحاجب فلا يطول كما يطول شعر الرأس، مع أن هذا شعر وهذا شعر! وكذلك شعر اليد ليس كشعر الرأس فسبحان الله العظيم.

ولو تأمل الواحد منا في أنواع اللحم في جسمه، فاللحم الذي على ظهر الكف غير اللحم الذي على باطن الكف، هذا نوع وهذا نوع. ولحم اللسان غير لحم اليد، ولحم باطن الرجل غير لحم الوجه.

وكذلك لو تأمل الإنسان في عينيه، في حركة عينية وفي قناة العين والدمع الذي ينظفها إذا دخل غبار ونحوه، فإن الدمع يغسل العين ويزيل الغبار من القناة، والعين شحم فلو لم يكن فيها دمع ولو كانت العين جامدة لا تتحرك لجف هذا الشحم. فالإنسان يرى بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم، فسبحان الله الخالق العظيم.

ولو تأمل الإنسان في أذنيه، كيف يسمع بهذا العظم الذي في خرق الأذن وتأمل في عظم الفخذ، فمع أن عظم الفخذ كبير فإنه لا يسمع به، وإنما يسمع بهذا العظم الصغير.

ولو تأمل بحاسة الذَّوق، هذه الحاسة التي يشعر بها بأنواع المذاقات بلحم لسانه، ولا يشعر بالطعم لو وضع أنواع الطعام والشراب على أي لحم في جسده، مع أن هذا لحم وهذا لحم! فسبحان الله الخالق العظيم.

ولو تأمل المرء في الأظافر التي تخرج من بين اللحم، والأظافر نوع من العظام، لكن نوع رقيق،

ولو سألت نفسك سؤالًا: لو كان هذا العظم ينمو كما ينمو الشعر وكان فيه وفي الشعر عصب ماذا يحصل؟! كيف سنقص الشعر لو كان فيه عصف أو كان في الأظافر أعصاب؟!

فالعصب الصغير الذي في الضرس مع صغيره ورقتِه فإنه يؤلم ألما شديدا،  مع أنه أحيانًا يكون بحجم الشعرة، ومع ذلك فإن ألمه شديد، فلو كان في الشعر أو في الأظفر عصب مثل العصب الذي في الضرس فكيف يكون حال الإنسان! فسبحان الخالق العظيم.

وكل هذا يدل على حكمة الخالق العظيم وعلى أن الله تعالى قديرٌ عليمٌ فعالٌ لما يريد، لأن الله عز وجل هو الذي خلقنا وصورنا ودبرنا وجعل أجسادنا متناسقة متناسبة ليس فيها ما يعارض الآخر فسبحان الله الخالق العظيم.

قال الله تعالى: ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)﴾ سورة الطارق.

والله تعالى يقولُ: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21)﴾ سورة الغاشية.

الإبلُ فيها ءاياتٌ على قُدرَةِ اللهِ وحِكمَتِه، لها مَزايا لا تُوجَدُ في غَيرِها، تَصبِرُ عن الماءِ سَبعةَ أيّام وهيَ في السَّير في الطَّرِيق، ثم تَحمِلُ مَا لا يَحمِلُه غَيرُها مِنَ الأنعَام،

العَرَبُ الرُّحَّلُ الذينَ يَسكُنُونَ بُيُوتَ الشَّعَر كانوا يضَعُونَ هَذه البيُوتَ على ظَهْرِها ويَتَنَقَّلُونَ إلى حَيثُ يُرِيدُونَ. وفيها غَيرُ هَذا منَ المزايا، معنَاه هؤلاءِ الكُفّار الذينَ يَعبُدونَ الأوثانَ ألا يتَفَكَّرُونَ في صِفاتِ خِلْقَةِ الإبل التي هيَ عَجِيبَةٌ.

وإلى السّماءِ التي فيها عجَائب مما يَدُلُّ على قُدرَةِ الله وحِكمَتِه وعِلمِه،

ثم أيضًا ألا يُفَكّرُونَ في الجِبَالِ كيفَ رَكَزَها اللهُ تَعالى على وَجْه الأرض وجَعَلَها مُثَبّتَاتٍ للأرضِ وجَعَلَ فيها مَنافِع ومَزَايا كَثِيرةً،

ثم ألا يُفَكّرُون في الأرض كيفَ سُطِحَت، أي جعَلَها اللهُ مُمتَدَّةً واسِعَةً بحُيثُ يتَمَكَّنُ البَشَرُ مِنْ أنْ يَعِيشُوا علَيها،

مَا يتَفَكَّرُونَ في كُلّ هذا، مَعناه كانَ حَقًّا علَيهِم أنْ يتَفَكَّرُوا فيُؤمِنُوا باللهِ ويَتركُوا عِبادَةَ الأوثان.

سُطِحَت مَعناه وُسِّعَت، الأرضُ اللهُ وَسَّعَها، ما جعَلَها شَيئًا حَادًّا لا يُمكِنُ السُّكنَى علَيها والعَيشَ فيها، جَعَل فيها أمَاكِنَ مُرتَفِعَةً وأمَاكِنَ مُنخَفِضَةً، لأنّ الأماكِنَ المرتَفِعَةَ لها مَزِيّةٌ على غَيرِها،

والأراضي المنخَفِضَةَ لها مَزِيّةٌ على غَيرِها، كُلٌ خَلقَهُ اللهُ لحِكمَةٍ، كُلٌ يَدُلُّ على حِكمَةِ اللهِ وقُدرَتِه، وُجُودُ هَذه العَوالم ووُجُودُ هَذه الأرضِ والسّماء ووُجودُ الإنسان يَدُلُّ على ذلك،

الإنسانُ نَفسُه يَعرِف أنّ لهُ خَالقًا أَوْجَدَه وأَوجَد هذه الأرضَ والسّمَوات لو تَفكّرَ، وأنّ هذه العَوالمَ مَا أَوجَدَتْ نَفسَها، أمّا ءادمُ علَيه السَّلام، اللهُ أَلهمَه الإيمانَ أوَّلَ مَا خُلِقَ،

فالنّبَاتَاتُ مَا أَوْجَدَت نَفسَها وهَكذا النّجُومُ وهَكذا الزَّرْع، هَذا دَليلٌ عَقلِيٌ على وجُودِ الله القائل في محكم التنزيل: ﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (10)﴾ سورة إبراهيم. معناه لا شكَّ في وجود الله تعالى.

فالعَقلُ لهُ اعتِبَارٌ، وليسَ كمَا يَظُنُّ بَعضُ النّاس أنّ العَقلَ لَيسَ لهُ اعتِبَارٌ، هذا جَهلٌ بالقُرءان وجَهلٌ بالحديث.

الرّسولُ عليه السّلام قَرَأ هذه الآية: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾ سورة ءال عمران.

ثمّ قال: “وَيلٌ لِمَنْ يَقرؤها ولا يَتَفكَّرُ فيها” رواه ابن حبان.

مَعناهُ واجِبٌ على العبادِ أنْ يتَفَكّروا فيمَا خَلقَ اللّهُ حتّى يَعرِفُوا يَقِينًا أنَّ هَذه الأشياءَ كُلَّها لها خَالِقٌ أَوجَدَها، وُجِدَت بموجِد لا يُشبِهُها وهو الله، هَذا مَا كانَ علَيهِ السَّلَفُ والخَلَفُ.

فالتّفَكُّر في مخلُوقاتِ اللهِ فَرضٌ واجِبٌ ولو مرة في العُمر.

والدَّلِيلُ الْعَقْلِىُّ يُرْشِدُ إِلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ كَمَا بَيَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ فِى سُورَةِ ءالِ عِمْرَانَ ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾

فنَتِيجَةُ التَّفَكُّرِ هُوَ الْعِلْمُ بِكَمَالِ قُدْرَةِ اللَّهِ وَكَمَالِ حِكْمَتِهِ وَكَمَالِ عِلْمِهِ، لِأَنَّ الَّذِى يَنْظُرُ فِى هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ يَقُولُ: لا بُدَّ مِنْ مُكَوِّنٍ كَوَّنَ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ وَأَخْرَجَهَا مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ،

لِأَنَّ الْعَقْلَ الصَّحِيحَ لا يَقْبَلُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتُ الَّتِى نُشَاهِدُهَا وَالَّتِى لا نُشَاهِدُهَا دَخَلَتْ فِى الْوُجُودِ مِنْ غَيْرِ خَالِقٍ أَخْرَجَهَا مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ.

﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾

 وقولُه تَعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ﴾ أي يُصَلّون قيامًا، وقُعُودًا إن عَجَزُوا عن القِيام إن كانَت الصّلاةُ فَرضًا، أمّا إنْ كانَت نَفلا فلو كانُوا قَادِرينَ على القيام فصَلَّوا قاعِدِينَ لهم ثواب، وعلى جنُوبهِم أي إن عجَز عن الصَّلاةِ جَالسًا صلَّى على جَنبِه. كلُّ هؤلاءِ لهم عُذرٌ عندَ الله. لهم خَيرٌ عندَ الله.

فلو تأمل الإنسان بمخلوقات الله تعالى، وكيف أنها مسخرةٌ لمصلحة الإنسان لاعتبر، لكن كثيرا من الناس لا يعتبرون، وكثير من مخلوقات الله فيها العجائب والغرائب، فالله ما خلق شيئًا إلا لحكمة، فهنيئًا لمن ءامن واتقى.

يقول الله تعالى: ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا  أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ  بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)

أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا  أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ  بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)

أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ  أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ  قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62)

أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ  أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ  تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)

أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ  أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ  قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (64)

قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ  وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)﴾ سورة النمل.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر2:58 AM
    شروق الشمس4:40 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:25 PM
    العشاء7:56 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي