أما بعد: فحديثنا اليوم عن أكذوبة الاستنساخ، أكذوبة استنساخ البهائم والبشر،أما استنساخ البهائم فقد زعم هؤلاء أنهم استنسخوا نعجة أسموها (دُولِّي) والذي ادعى ذلك شخص يقال له (إيان ويلمُوت) سنة 1996م، ويزعمون في طريقة استنساخ البهائم أنهم يأخذون من نعجة بيضاء الوجه خلية ضرعية أي من ضرعها، ثم يأخذون من نعجة سوداء الوجه بُويضة غير ملقحة ليس فيها مَنِيّ، ثم يُفرغون هذه البويضة غير الملقحة من نواتها على زعمهم، ثم هذه الخلية الضرعية التي أخذوها من النعجة بيضاء الوجه يعرضونها لصعق كهربائي حتى يدخلون الخلية الضرعية بداخل البويضة التي نزعوا منها النواة، فتدمج على زعمهم الخلية مع البويضة منزوعة النواة، ثم يتركوها في مختبر حتى تتكاثر الخلية فيصير منها خلايا، ثم يأخذون من هذه الخلايا ويزرعونها في رحم نعجة ثالثة سوداء الوجه فتحمل وتلد نعجة بيضاء الوجه مثل التي أخذوا منها الخلية الضرعية، وهذا غير صحيح.
ثم إن (إيان ويلمُوت) قال إنه أثناء سحبه للخلية التي زعم أنها خلية ضرعية وليس منيًا يحتمل أنه ارتكب خطئًا إجرائيًا أثناء العملية، يقول وعنده احتمال بأنه لم يأخذ خلية ضرعية وإنما أخذ مَنِيًّا، ثم قالوا إن النعجة دولي ماتت في ظروف غامضة وزعموا أنهم أحرقوا جثتها، وهم عادة إذا حصل شئ مثل هذا بظروف غامضة كما زعموا يُشَرِّحون حتى يعرفوا العلة، يفعلون هذا الأمر بالإنسان فكيف بهذه النعجة ولكنهم أحرقوها! لماذا؟ لأن هذا الشخص يعرف أنه لم يأخذ من خلية ضرعية بدليل أن غيره عملوا نفس الإجراءات التي زعمها ولم يطلع معهم مثل دولي ولا غيرها، ولو كان هذا صحيحًا لرأينا مصانع تنتج ذلك وليس دولي واحدة وانتهى!.
وأما ما يسمى باستنساخ البشر فبعد ما ادعى (إيان ويلمُوت) باستنساخ (دولِّي) وادعى (هوانج وُوسوك) من كوريا الجنوبية باستنساخ خلايا جذعية جينية وادعى أنه قد استنسخ كلبًا حتى سُمي ببطل الاستنساخ القومي فطلعت أبحاثه مزورة بعد أن أخذ أربعين مليون دولار من وزارة العلوم والتكنولوجيا وقُدِّم للمحاكمة عندما تبين أنه مزور، ظهر هؤلاء الذين زعموا الاستنساخ البشري وقالوا من غير مَنِيّ الرجل المرأة تَحمل وهو غير صحيح لأنه معارض للقرءان الكريم، ويزعمون أن طريقتهم في استنساخ البشر قريبة مما زعموه في البهائم، فقد زعموا أنهم يأخذون خلية قد تكون من وجه الرجل فيعالجونها ثم يضعونها في رحم المرأة فتحمل، يزعمون أن الولد قد يُولدُ بأخذ خلية من وجه الرجل وليس مَنِيًّا فيضعونها في رحم المرأة فتحمل منه بولد مشابه لهذا الرجل وهذا كذب معارض للقرءان، وبعض العصريين الآن يقولون إن المرأة لا مَنِيّ لها، وكلامهم هذا مخالف للقرءان والحديث، والرد عليهم من القرءان الكريم بقوله تعالى: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)} سورة الإنسان. ومعنى”مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ” أي مَنِيّ مُنْعقد من مَنِيّ الرجل ومَنِيّ المرأة. أما هؤلاء فيقولون من خلية من جسم الرجل قد تكون من وجهه وليس مَنِيًّا، ويرد عليهم أيضًا بقوله تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)} سورة الطارق. ومعنى “خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ” أي من مَنِيّ متدفق، ومن علامات المَنِيّ أنه يخرج بتدفق “يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ” أي أن مَنِيّ الرجل يخرج من صلبه أي من ظهره لأن الصلب أسفل الظهر، ومَنِيّ المرأة يخرج من الترائب وهي عظام صدرها، فلا بد من اجتماع مَنِيّ الرجل ومَنِيّ المرأة. وأما الدليل من الحديث فقد روى البخاري عن أم سَلَمَةَ أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ فقال لها: “نعم إذا رأت الماء” أي المَنِيّ فالمرأة لها مَنِيّ بنص القرءان والحديث.
فمَن الذين قالوا بالاستنساخ البشري ؟
هم طائفة يقال لهم الرائيليون! وهم الوحيدون الذين زعموا ذلك، وينتسبون إلى رجل اسمى نفسه (رائيل) أي بزعمه نور الله. واسمه الحقيقي (كلود) كان يعيش في فرنسا وهو صحفي متخصص في كتابة الأخبار الرياضية ومهنته مغنٍ، ويدعي الاستنساخ! هذا عمله! فهو ليس عالمًا وليس صاحب سجلات اختبارات علمية. وفي سنة 1973م زعم أنه وقف أمام بركان في فرنسا في مكان قريب من مكتبة في أوفرين، وعلى فُوَّهة البركان رأى صحنًا طائرًا يسمونه UFO (Undefined Flying Object) وفيه مخلوقات فضائية، فاجتمع مع من في السفينة مع كائن أخضر اللون، ورأى هناك مخلوقة أنثوية فقالت له: نحن استنسخناكم في الماضي وسنستنسخكم مرة أخرى، ولذلك صار هذا المسمى (رائيل) وأتباعه يعيشون في أماكن خاصة ويعملون بيوتهم على شكل UFO وينتظرون هذه المخلوقات الفضائية حتى يستنسخوا منهم. وهو يعمل على بناء سفارة لاستقبال المخلوقات الفضائية المزعومة في عام 2035م ويجمع التبرعات من أجل ذلك، فواضح أنه رجل دجال يجمع المال لنفسه تحت اسم سفارة للمخلوقات الفضائية. ويزعم أنه خاتم الأنبياء، ويقول إنه أخ غير شقيق لسيدنا عيسى عليه السلام، وأن السيدة مريم قد وقعت بالزنى مع كائن من خارج هذا الكوكب وولدت عيسى عليه السلام، ويضع على صدره شعار النازية وشعار اليهود، ويجمع شعره في كومة في رأسه فعملوا معه مقابلة على CNN سنة 2001م فسألوه لماذا تعمل هذه الكومة من الشعر في رأسك؟ قال: هذا الأنتين الذي أتواصل به مع المخلوقات الفضائية!!.
وقد زعموا ولادة أول مولود بشري في التاريخ بطريقة الاستنساخ عام 2002م واسموها حواء حتى انشغلت بهم وسائل الإعلام، فقالوا لهم: أين هذا المولود؟ قالوا: هناك دواع أمنية ولكن في يوم من الأيام من هذا العام سنظهره لكم، ثم في سنة 2003م زعموا ولادة طفل ثان من امرأة هولندية من غير رجل! ثم ادعوا استنساخ طفل ثالث في اليابان في نفس السنة، وهؤلاء الأطفال الثلاثة الذين زعموا أنهم استُنسخُوا إلى الآن لم يظهروهم للناس، والآن هؤلاء الرائيليون والناطقة الرسمية باسمهم (بريجيت بواسيليه) هل يظهرون ويتكلمون بالاستنساخ وعن الأطفال الثلاثة؟ ما عادوا يظهرون، عندما كانوا يكذبون على الناس كانت الوسائل الإعلامية والجرائد تتكلم عنهم، حتى كان بعض أساتذة الجامعات يعملون محاضرات في الجامعات تأييدًا لما يسمى بالاستنساخ، وبعض أدعياء المشيخة يؤيدون هذا الأمر ويقولون الآن العلم تطور وهم لا يفهمون، وإنا لله وإنا إليه راجعون. صاروا يدافعوا عن أكاذيب الرائيليين، يدافعون عمن ادعى أنه خاتم النبيين. فهؤلاء الذين زعموا بالاستنساخ هم حثالة الناس، ثم يخرج بعض الناس فيسمع هؤلاء يقولون بالاستنساخ فيصدق على أنه حقيقة علمية، فإذا قلت لهم: هل كل من قال شيئا تصدقونه؟! فيقولون إن الاستنساخ حقيقة علمية حتى إنهم استنسخوا الولد الفلاني وأخبرونا بهذا على التلفاز واستنسخوا كذا وكذا…. ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولو كانوا على حق لكانوا اليوم استنسخوا ءالافًا من الناس، ولكن الاستنساخ أكذوبة، وغرضهم من هذا الشهرة والمال، وللأسف أن بعض الناس تعلقوا بهذه الأكذوبة وصار منهم من يذهب إليهم لأجل هذا، فإذا امرأة مات ولدها أو زوجها مثلًا تذهب لهؤلاء وتعطيهم المال وتقول لهم استنسخوا لي ولدي أو زوجي ويدفعون ءالاف الدولارات فصاروا يجمعون المال، والآن اختفوا ما عادوا يظهرون وما عاد أحد يسمع بهم.
فهذا هو ردُّنا الشرعي العلمي على كذب من قال بالاستنساخ وقد رد عليهم أيضًا بعض العلماء فقد قال علماء البيولوجيا: لا يتكون جنين إلا من مَنِيّ المرأة مع مَنِيّ الرجل، ثم إن هذه الخلية تحتوي على صبغيات تحمل صفات وراثية نصفها من الأب ونصفها الثاني من الأم، وهكذا يكون المولود مشابها لوالديه. ونقلًا عن موقع www.bbc.com سنة 2003 قالوا: ” الاستنساخ البشري غير ممكن، وأعلن العلماء في الولايات المتحدة أن مئات المحاولات لاستنساخ القردة باءت بالفشل”. فالحاصل أن كل هؤلاء الذين ادعوا الاستنساخ ظهر عدم صحة كلامهم وكذبهم، (إيان ويلموت) هو بنفسه اعترف، والذين يسمون بالرائيليون لم يقدموا الأطفال الذين زعموا أنهم استنسخوهم، وهذا الذي ادعى استنساخ الخلايا الجذعية تبين أنه مزور، فالاستنساخ خرافة لا أصل له.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
