زيد المصري - Zaid Al-Masri

ءاداب المساجد

 الحمد لله رب العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد طه الأمين، وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم وسار على منوالهم إلى يوم الفصل والدين.

أما بعد: فقد قال الله تعالى: “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَءاتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ  فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)” سورة التوبة. وقال سبحانه: ” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)” سورة النور. وقال سبحانه: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ  ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ  وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)” سورة الجمعة. إنها المساجد، خير بقاع الأرض وأحب البقاع إلى الله تعالى، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل خير بقاع الأرض فقال: ” لا أدري” ثم سأل جبريلَ فقال: ” لا أدري، أسألُ ربَّ العزَّةِ ” فسأل الله تعالى فعلَّمه جوابَ ذلك السؤال، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “خيرُ البقاع المساجدُ وشرُّ البقاع الأسواق” رواه مسلم وابن حبان. وذلك لأن المساجد بنيت لعبادة الله سبحانه، ففيها تقام الصلوات وتتلى الآيات وتكون الاعتكافات وغيرها من الطاعات والحسنات، وأداء صلاة الفريضه فيها أفضل من أدائها في البيوت، والمساجد التي بنيت من حلال تزف يوم القيامة إلى الجنة. فأبشر يا من تعلق قلبك بالمساجد فإنك إن شاء الله تكون في ظل العرش يوم القيامة كما أخبر بذلك حبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ” وعد منهم: “ورَجُلٌ قَلْبُه مُعَلَّقٌ بالمساجد” متفق عليه. ولو يعلم الناس ما في المساجد من الخيرات والبركات لرأيتموهم يتسابقون إليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده” رواه مسلم.

ولقد عظم الله تعالى شأن المساجد وشرفها فهي من شعائر الله، والله تعالى يقول: “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)” سورة الحج. فعظموا شأن المساجد فإن للمساجد حرمة عند الله تعالى، فمن أحكامها تجنيبها النجاسة، فمن لوث بقعة من المسجد بنجاسة كان عليه وزر ولزمه إزالتها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ المَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَىءٍ مِنَ هَذَا البَوْلِ وَلَا القَذَرْ، إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقِرَاءَةِ القُرْءَان” رواه مسلم. فيحرم تلويث المسجد بشىء من القاذورات أو النجاسات كالبول في المسجد ولو كان في إناء. وشاركوا في تنظيف المساجد وتطييبها بالبخور الطيب كاللبان أو العود الذي كان يُبخر به مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عهد عمر بن الخطاب إلى يومنا هذا كل جمعة، وانظروا إلى شرف تنظيف المساجد فهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول: إن امرأة سوداء كانت تَقُمُّ المسجد أي تنظفه، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا: ماتت. قال: “أَفَلا كُنتُم ءاذَنْتُموني” أي أعلمتموني، فكأنهم صَغَّروا أمرَها، فَقَالَ: “دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا” فَدَلُّوْهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: “إِنّ هَذِهِ القُبُوْر مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوّرهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ”.

ولا تبع في المسجد ولا تشتر فيه فإنه مكروه، فالمساجد ليست أسواقًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا رَأيْتُمْ مَن يَبِيعُ أَو يَبتَاعُ في المَسْجِدَ فَقُوْلُوْا لَا أَربَحَ اللهُ تِجَارَتَكَ، وَإِذَا رَأَيتُمْ مَن يَنشُدُ فِيهِ الضَّالّةَ فَقُوْلُوْا لَا رَدَّ اللهُ عَلَيكَ” رواه الترمذي. وإذا خرجت إلى المسجد فاذكر دعاء الخروج إلى المسجد فقد روى أحمد وغيرهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَنْ قَالَ إِذَا خَرَجَ إِلَى المَسجِد: اللَّهُمَ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ السَائِلِينَ عَلَيكَ وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُج أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعةً، خَرَجْتُ إِتِقَاءَ سَخَطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرضَاتِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنّ تُنْقِذَنِي مِنَ النَّارِ وَتَغْفِرَ لِي ذُنُوْبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِر الذُنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، أَقبَلَ اللهُ عَلَيهِ بِوَجْهِهِ (أَي رضي الله عنه) وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُوْنَ ألفِ مَلَك” وإذا دخلت المسجد فادخل إليه برجلك اليمنى ثم اذكر دعاء دخول المسجد وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا دخل المسجد: “بِسْمِ اللهِ اللَّهُمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَدٍ اللَّهُمَ اغْفِرْ لِي وَافْتَح لِي أَبوَابَ رَحْمَتِكَ” ثم صلِّ ركعتي المسجد قبل أن تجلس، فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين” متفق عليه. ثم اذكر ربك أو اقرأ القرءان أو ادعُ لنفسك ولغيرك فإن الدعاء مستجاب بين الأذان والإقامة.

وجاء في الحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد” رواه البيهقي. أي لا ثواب له في صلاته إذا سمع النداء ولم يذهب لصلاة الجماعة بلا عذر من الأعذار الشرعية، فصلاة الجماعة في المكتوبات فرض كفاية وليست بفرض عين، قال صلى الله عليه وسلم: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة” رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما. وأما في الجمعة فهي فرض عين على الذكور الأحرار المقيمين البالغين غير المعذورين.

 وما دمت في المسجد فعليك بآداب المساجد من غير إفراط ولا تفريط، وأما ما شاع من بعض الناس بتحريمهم الكلام في المسجد بحديث الدنيا الذي ليس فيه معصية فهذا غير صحيح إن لم يكن في ذلك تشويش على مصلٍّ أو قارئ قُرءان، فقد ثبت فيما رواه الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في المسجد مع جمع من أصحابه بالليل فكان أصحابه يتذاكرون ما حصل في الجاهلية من أحوال الناس وأعمالهم فيضحكون والرسول صلى الله عليه وسلم يبتسم. وإنما يحرم التكلم في المسجد بما يحرم التكلُّم به خارج المسجد من غيبة وغيرها، فاحذروا من كلام وضعه بعض الكذابين المفترين على دين الله ونسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الكلام في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) !! فهذا حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإنما الذي ورد هو عدم التشوش على المصلين ولا على قارئ القرءان فقد روى البيهقي في السنن الكبرى وغيرُه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكَفَ في المسجد فسمعَهم يجهرون بالقراءة وهو في قُبَّةٍ له فكشف الستور وقال: “ألاَ إنَّ كُلَّكُم  يُناجِي رَبَّه فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكُم بَعضًا ولا يَرفَعَنَّ بعضُكُم على بعضِ في القراءة في الصلاة”.

ويحرم الْمُرُورَ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَعَ وجود السُّتْرَةِ الْمُعْتَبَرَةِ بِأَنْ قَرُبَ مِنْهَا ثَلاثَةَ أَذْرُعٍ فَأَقَلَّ بِذِرَاعِ الْيَدِ الْمُعْتَدِلَةِ مُرْتَفِعَةً ثُلُثَيْ ذِرَاعٍ، وَإِلا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ ذَلِكَ فَمُصَلًّى يَفْتَرِشُهُ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ ذَلِكَ فَخَطٌّ يَخُطُّهُ إِلَى نَحْوِ الْقِبْلَةِ وَيَكُونُ هَذَا الْخَطُّ عَنْ يَمِينِ الْمُصَلِّي أَوْ عَنْ شِمَالِهِ لا أَمَامَهُ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَىْءٌ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَحْرُمِ الْمُرُورُ، وَكَذَلِكَ لَوْ قَصَّرَ هُوَ بِأَنْ صَلَّى فِي مَحَلٍّ يَغْلِبُ فِيهِ الْمُرُورُ ذَلِكَ الْوَقْتَ كَالْمَطَافِ أَوْ تَرَكَ فُرْجَةً فِي صَفٍّ أَمَامَهُ فَاحْتِيجَ لِلْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيْهِ لِسَدِّهَا فَلا يَحْرُمُ. وَتَحْرِيْمُ ذَلِكَ لِحَدِيثِ: “لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ” رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ واللفظ لأبي داود. ويحرم أيضا تَخَطِّي الرِّقَابِ إلا لفُرجَةٍ وَذَلِكَ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُسْرٍ: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ يَخْطُبُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اجْلِسْ فَقَدْ ءَاذَيْتَ” رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ. وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُ: “مَنْ تَخَطَّى رِقَابَ الْمُسْلِمِينَ فَقَدِ اتَّخَذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ” مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا الإِنْسَانَ ءَاذَى الْمُسْلِمِينَ بِتَخَطِّيهِ رِقَابَ النَّاسِ بِإِصَابَتِهِ بِرِجْلِهِ أُذُنَ هَذَا أَوْ رَقَبَةَ هَذَا أَوْ رَأْسَ هَذَا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. أَمَّا التَّخَطِّي لِفُرْجَةٍ أَيْ لأِجْلِ سَدِّهَا فَهُوَ جَائِزٌ. وَمَحَلُّ حُرْمَةِ التَّخَطِّي إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الإِيذَاءِ وَإِلا فَهُوَ مَكْرُوهٌ. وَيُسْتَثْنَى تَخَطِّي الإِمَامِ مِنْ أَجْلِ بُلُوغِ الْمِحْرَابِ أَوِ الْمِنْبَرِ إِذَا كَانَ لا يَتَمَكَّنُ إِلا بِهِ فَإِنَّهُ لا يُكْرَهُ لاِضْطِرَارِهِ إِلَيْهِ فَإِنْ أَمْكَنَهُ التَّحَرُّزُ عَنْ ذَلِكَ كُرِهَ.

واحرص على تجنب إيذائهم بالروائح المنفرة لا سيما يوم الجمعة، فعليك بغُسل الجمعة فإنه سنة مؤكّدة والبس لصلاة الجمعة من ثيابك البياض وقلّم الظفر وتطيَّب، قال الله تعالى: ” يَا بَنِي ءادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (31)” سورة الأعراف، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تطَهَّرَ في بيتِهِ ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله خَطواتُه إحداهُما تَحُطُّ خطيئةً والأخرى تَرفعُ درجةً” رواه مسلم. واجتنب قَبلها أكل الثوم والبصل فقد قال عليه الصلاة والسلام : “مَن أَكَلَ البَصَلَ وَالثُومَ وَالكُرّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ المَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَـتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو ءَادَمَ” رواه مسلم. واعلموا أن الصلاة في الصف الأول له مزية فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا” رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ. وَالتَّهْجِيرُ: التَّبْكِيرُ إلَى الصَّلَاةِ. وَعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟” قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: “إسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَى إلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمْ الرِّبَاط” رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وبَكّرْ يوم الجمعة بالذهاب إلى المسجد فالثواب يزيد بالإبكار في ذلك اليوم، وإذا دخلت والإمام يخطب فصل ركعتين خفيفتين قبل أن تجلس، واجلس ولا تكلّم أحدًا فإن الكلام في أثناء الخطبة منهيٌّ عنه، وأنصت إلى الخطيب واستمع له فإذا أنهى الخطيب ونزل عن المنبر وأقيمت الصلاة فقم إلى صلاتك بخشوع وحضور قلب وتمثّل نفسك أنك في ءاخر صلاة تصليها وأنصت إلى صلاة الإمام في الصلاة، فقد قال الله تعالى: “وإذا قُرئَ القرءانُ فاستَمعوا له وأنصِتوا لعلكم تُرحمون” سورة الأعراف.

وأما المبيت في المسجد فهو جائز للغريب وغيره، فقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يبيت في مسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم في محل الصلاة فلم ينكر أحد عليه ذلك. ثم إذا خرجت من المسجد فاخرج بالشمال وقل دعاء الخروج الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بِسْمِ اللهِ اللَّهُمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَدٍ اللَّهُمَ افتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكْ” فلعلَّ الله يسْتجيبُ لك وينعم عليك. وأسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا الصواب ويوفقنا لما يحبه ويرضاه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر2:52 AM
    شروق الشمس4:36 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:30 PM
    العشاء8:02 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي