زيد المصري - Zaid Al-Masri

ذو القرنين رضي الله عنه وأرضاه

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَجْرَى بِإِنْعَامِهِ لِلْعَامِلِينَ أَجْرًا، وَأَسْبَلَ بِكَرَمِهِ عَلَى الْعَاصِينَ سِتْرًا، وَقَسَّمَ بَنِي ءادَمَ عَبْدًا وَحُرًّا، وَدَبَّرَ أَحْوَالَهُمْ غِنًى وَفَقْرًا، وجعل الْبَسِيطَةَ عَامِرًا وَقَفْرًا، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ أَحْمَدُهُ تعالى حَمْدًا يَكُونُ لِي عِنْدَهُ ذُخْرًا، وَأُصَلِّي عَلَى رَسُولِهِ مُقَدَّمِ الأَنْبِيَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالأُخْرَى، وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ الَّذِي أَنْفَقَ الْمَالَ عَلَى الإِسْلامِ حَتَّى مَالَ الْكَفُّ صِفْرًا، وَعَلَى عُمَرَ الَّذِي كَسَرَتْ هَيْبَتُهُ كِسْرَى، وَعَلَى عُثْمَانَ الْمَقْتُولِ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ صَبْرًا، وَعَلَى عَلِيٍّ أَعْلاهُمْ فِي النَّسَبِ قَدْرًا.

أما بعد:

من هو ذي القرنين

فقد ذكر الله تعالى فِى الْقُرْءَانِ الْكَرِيمِ قِصَّة فيها عبرة عظيمة وهي قصة سَيِّدِنَا ذِى الْقَرْنَيْنِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ الَّذِى كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ الْكِبَارِ

واسْمُهُ الصَّعْبُ بنُ الْحَارِثِ وَقِيلَ الصَّعْبُ بنُ ذِى مَرَائِدَ وَهُوَ أَشْهَرُ التَّبَابِعَةِ الَّذِينَ هُمْ مُلُوكُ الْيَمَنِ وَذَكَرَهُ أَحَدُ أَحْفَادِهِ فِي شِعْرٍ قَدِيمٍ مِنْهُ:

قَدْ كَانَ ذُو الْقَرْنَيْنِ جَدِّى مُسْلِمًا

مَلِكًا عَلا فِى الأَرْضِ غَيْرَ مُبَعَّدِ

 

 بَلَغَ الْمَشَـــــــــــــــارِقَ وَالْمَغَارِبَ يَبْتَغِى

أَسْبَـــــــــــــــــابَ مُلْكٍ مِنْ كَرِيمٍ سَيِّدِ

 

سبب تسميته ذي القرنين

واختلف في وجه تسميته بـ ﴿ذِى ٱلْقَرْنَيْنِ﴾ فأحسن الأقوال أنه كان ذا ضفرتين من شعرٍ هما قرناه فسمي بهما.

وروي أنه كان في أول ملكه يرى في نومه أنه يتناول الشمس ويمسك قرنين لـها بيديه، فقص ذلك فَفُسِّرَ أنه سيغلب، وسمي (ذا القرنين)

وقيل: سمي (ذا القرنين) لأنه بلغ المغرب والمشرق فكأنه حاز قرني الدنيا.

والتمكين لـه في الأرض أنه ملك الدنيا، ودانت لـه الملوك كلـها،

فروي أن جميع من ملك الدنيا كلـها أربعة: مؤمنان وكافران، والمؤمنان: سيدنا سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام وذو القرنين. والكافران نمرود وبخت نصر.

 

التقائه بسيدنا ابراهيم واسماعيل

وَقَدْ حَجَّ ذُو الْقَرْنَيْنِ مَاشِيًا مِنَ الْيَمَنِ إِلَى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ وَالْتَقَى بِسَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ وَطَافَ مَعَهُمَا حَوْلَ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ وَذَبَحَ الذَّبَائِحَ لِلَّهِ تَعَالَى.

وَلَمَّا سَمِعَ سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ بِقُدُومِهِ اسْتَقْبَلَهُ وَدَعَا لَهُ وَأَوْصَاهُ بِوَصَايَا، وَجِىءَ لَهُ بِفَرَسٍ لِيَرْكَبَهَا فَقَالَ تَأَدُّبًا: “لا أَرْكَبُ فِى بَلَدٍ فِيهِ الْخَلِيلُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ”

فَسَخَّرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ السَّحَابَ، وَبَشَّرَهُ سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ بِذَلِكَ فَكَانَتْ تَحْمِلُهُ إِذَا أَرَادَ.

وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ أَنَّ اللَّهَ مَدَّ لَهُ فِى عُمُرِهِ وَنَصَرَهُ حَتَّى قَهَرَ الْبِلادَ وَفَتَحَ الْمَدَائِنَ وَسَارَ حَتَّى أَتَى الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ فَمَنِ اتَّبَعَ دِينَ الإِسْلامِ سَلِمَ وَإِلَّا فَقَدْ أَخْزَاهُ.

 

كراماته الباهرات

وَمِمَّا أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْكَرَامَاتِ الْبَاهِرَةِ أَنْ عَلَّمَهُ مَعَالِمَ الأَرْضِ وَءَاثَارَهَا، وَكَانَ لَدَيْهِ فَهْمٌ لِلُّغَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ، فَكَانَ لا يَغْزُو قَوْمًا إِلَّا حَدَّثَهُمْ بِلُغَتِهِمْ.

وَمِنَ النِّعَمِ الَّتِى أُعْطِيَتْ لَهُ أَنْ سَخَّرَ اللَّهُ لَهُ نُورًا وَظُلْمَةً، فَكَانَ إِذَا مَشَى فِى اللَّيْلِ يُنَوَّرُ طَرِيقُهُ وَيَكُونُ الظَّلامُ خَلْفَهُ،

وَأَحْيَانًا تُسَلَّطُ الظُّلْمَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَلَى أَقْوَامٍ رَفَضُوا دِينَ الإِسْلامِ وَحَاوَلُوا مُحَارَبَةَ ذِى الْقَرْنَيْنِ، فَتَدْخُلُ الظُّلْمَةُ أَفْوَاهَهمْ وَبُيُوتَهُمْ وَتَغْشَاهُمْ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ حَتَّى يَتَرَاجَعُوا،

وَهَذَا مَا حَصَلَ مَعَهُ حِينَ سَارَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى مَوْضِعٍ فِى الْمَغْرِبِ حَيْثُ تَغْرُبُ الشَّمْسُ فَرَأَى هُنَاكَ قَوْمًا كَافِرِينَ قَدْ ظَلَمُوا وَأَجْرَمُوا وَأَكْثَرُوا الْفَسَادَ وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ،

فَخَيَّرَهُمْ بَيْنَ أَنْ يُعَذَّبُوا بِعَذَابٍ شَدِيدٍ وَيُوضَعُوا فِى ثِيرَانٍ نُحَاسِيَةٍ مُحَمَّاةٍ، وَبَعْدَ مَوْتِهِمْ يَكُونُ لَهُمْ عَذَابٌ أَكْبَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَبَيْنَ أَنْ يُؤْمِنُوا وَيَعْمَلُوا الصَّالِحَاتِ فَيَكُونَ لَهُمُ النَّعِيمُ الْكَبِيرُ فِى الْجَنَّةِ،

وَأَقَامَ فِيهِمْ مُدَّةً يَنْشُرُ الْهُدَى والْخَيْرَ. ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَذْهَبَ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ إِلَى مَشْرِقِهَا وَمَطْلَعِهَا، حَتَّى وَصَلَ إِلَى أَرْضٍ لَيْسَ فِيهَا عُمْرَانٌ وَلا جِبَالٌ وَلا أَشْجَارٌ، وَهُنَاكَ وَجَدَ قَوْمًا أَمْرُهُمْ عَجِيبٌ،

وَهُوَ أَنَّهُمْ إِذَا طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ دَخَلُوا فِى أَنْفَاقٍ حَفَرُوهَا فِى الأَرْضِ هَرَبًا مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ الْقَوِىِّ اللَّاهِبِ أَوْ غَاصُوا فِى الْمَاءِ، فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ خَرَجُوا وَاصْطَادُوا السَّمَكَ.

وَمَرَّةً جَاءَهُمْ جَيْشٌ فِى اللَّيْلِ فَقَالُوا لِعَسَاكِرِهِ: لا تَبْقُوا هُنَا لِئَلَّا تَطْلُعَ الشَّمْسُ عَلَيْكُمْ! فَقَالَ الْعَسَاكِرُ: لَنْ نَتْرُكَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ الْتَفَتُوا فَوَجَدُوا عِظَامًا كَثِيرَةً فَسَأَلُوا الْقَوْمَ عَنْهَا فَقَالُوا هَذِهِ عِظَامُ جَيْشٍ وَجُثَثُهُ، طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ مُنْذُ وَقْتٍ هَاهُنَا فَمَاتُوا، فَوَلَّى الْجَيْشُ هَارِبًا.

 

يأجوج ومأجوج

انْطَلَقَ سَيِّدُنَا ذُو الْقَرْنَيْنِ غَازِيًا مُجَاهِدًا مَنْصُورًا مُظَفَّرًا حَتَّى وَصَلَ إِلَى بَلادِ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، وَهُمَا جَبَلانِ مُتَقَابِلانِ عَالِيَانِ أَمْلَسَانِ، وَيَسْكُنُ بَيْنَهُمَا قَوْمٌ لا تَكَادُ تَعْرِفُ لُغَتَهُمْ قَدْ جَاوَرُوا قَوْمًا خُبَثَاءَ، هُمْ قَوْمُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ قَوْمٌ فِى الأَرْضِ مُفْسِدُونَ ضَالُّونَ مُضِلُّونَ.

وَلَمَّا رَأَى أَهْلُ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ مَلِكٌ قَوِىٌّ شَدِيدُ الْمِرَاسِ وَاسِعُ السُّلْطَانِ كَثِيرُ الأَعْوَانِ، الْتَجَأُوا إِلَيْهِ طَالِبِينَ أَنْ يُقِيمَ سَدًّا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ جِيرَانِهِمْ يَفْصِلُ بِلادَهُمْ وَيَمْنَعُ عَنْهُمْ عُدْوَانَهُمْ عَلَى أَنْ يُعْطُوهُ أَجْرَهُ،

فَقَالَ ذُو الْقَرْنَيْنِ بِعِفَّةٍ وَصَلاحٍ: “مَا مَكَّنَنِى فِيهِ رَبِّى وَأَعْطَانِى مِنَ الْمُلْكِ خَيْرٌ لِى مِنَ الَّذِى تَجْمَعُونَهُ وَلَكِنْ سَاعِدُونِى بِقُوَّةِ عَمَلِكُمْ وَبآلات الْبِنَاءِ لِعَمَلِ السَّدِّ”

فَجَاءُوهُ بِقِطَعِ الْحَدِيدِ الضَّخْمَةِ حَسَبَ طَلَبِهِ، فَكَانَتْ كُلُّ قِطْعَةٍ تَزِنُ قِنْطَارًا أَوْ أَكْثَرَ، وَوَضَعَهَا بَيْنَ الْجَبَلَيْن الْوَاحِدَةُ فَوْقَ الأُخْرَى مِنَ الأَسَاسِ،

حَتَّى إِذَا وَصَلَ قِمَّةَ الْجَبَلَيْنِ أَحَاطَ الْقِطَعَ الْحَدِيدِيَّةَ بِالْفَحْمِ وَالْخَشَبِ وَأَضْرَمَ النَّارَ فِيهَا وَأَمَرَ بِالنَّفْخِ عَلَيْهَا بِالْمَنَافِخِ حَتَّى تُحَمَّى،

ثُمَّ جَاءَ بِالنُّحَاسِ الْمُذَابِ مَعَ الرَّصَاصِ فَأَفْرَغَهُمَا عَلَى تِلْكَ الْقِطَعِ الْحَدِيدِيَّةِ فَالْتَأَمَتْ وَاشْتَدَّتْ وَالْتَصَقَتْ بِبَعْضِهَا حَتَّى صَارَتْ سَدًّا شَامِخًا أَمْلَسَ سَمِيكًا جِدًّا يَصِلُ ارْتِفَاعُهُ إِلَى مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ ذِرَاعًا يَصْعُبُ الصُّعُودُ عَلَيْهِ إِذْ لا نُتُوءَ وَلا ثُقُوبَ فِيهِ وَيَصْعُبُ بِالتَّالِى ثَقْبُهُ.

وَلَمَّا بَنَى ذُو الْقَرْنَيْنِ السَّدَّ بِعَوْنِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِهِ ﴿قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّنْ رَّبِّى فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّى جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّى حَقًّا﴾ سُورَةَ الْكَهْف.

وَحَجَزَ قَوْمَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ خَلْفَهُ. وَقَدْ أَخْبَرَ عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ لا يَمُوتُ أَحَدُهُمْ حَتَّى يَلِدَ أَلْفًا مِنْ صُلْبِهِ أَوْ أَكْثَرَ وَسَيَصِيرُ عَدَدُهُمْ قَبْلَ خُرُوجِهِمْ كَبِيرًا جِدًّا حَتَّى إِنَّ الْبَشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالنِّسْبَةِ لَهُمْ مِنْ حَيْثُ الْعَدَدُ كَوَاحِدٍ مِنْ مِائَةٍ.

وَلَمْ يَثْبُتْ مَا يُرْوَى أَنَّ ءَاذَانَهُمْ طَوِيلَةٌ يَنَامُونَ عَلَى وَاحِدَةٍ وَيَتَغَطُّونَ بِالأُخْرَى وَأَنَّهُمْ قِصَارُ الْقَامَةِ.

وَهُمْ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَخْتَرِقُوا هَذَا السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ فَلا يَسْتَطِيعُونَ وَيَقُولُونَ كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ طُولِ عَمَلٍ وَجُهْدٍ غَدًا نُكْمِلُ فَيَعُودُونَ فِى الْيَوْمِ الْقَابِلِ فَيَجِدُونَ مَا فَتَحُوهُ قَدْ سُدَّ

وَيَبْقَوْنَ هَكَذَا يَعْمَلُونَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى أَنْ يَقُولُوا غَدًا نُكْمِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَيَعُودُونَ فِى الْيَوْمِ الْقَابِلِ فَيَجِدُونَ مَا بَدَأُوا بِهِ قَدْ بَقِىَ عَلَى حَالِهِ فَيُكْمِلُونَ الْحَفْرَ حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِنَ الْخُرُوجِ وَيَكُونُ خُرُوجُهُمْ عَلامَةً مِنْ عَلامَاتِ الْقِيَامَةِ الْكُبْرَى حَفِظَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ أَهْوَالِهَا.

قال الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ  قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَءاتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَىءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)

حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا  قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)

قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ ءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ  وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)

ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)

ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)

قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)

قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)

ءاتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ  حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا  حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ ءاتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)

فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي  فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ  وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾ سورة الكهف.

 

ذو القرنين والخضر

وَعَاشَ ذُو الْقَرْنَيْنِ مِئَاتِ السِّنِينَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدْ تَزَوَّدَ لِآخِرَتِهِ بِزَادِ التَّقْوَى وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.

قال ابن حجر في فتح الباري: وروى خيثمة بن سليمان من طريق جعفر الصادق عن أبيه أن ذا القرنين كان له صديق من الملائكة،

فطلب منه أن يدله على شىء يطول به عمره فدله على عين الحياة وهي داخل الظلمة،

فسار إليها والخضر على مقدمته فظفر بها الخضر ولم يظفر بها ذو القرنين.

وقال ابن حجر أيضًا في سبب حياة الخضر عليه السلام: وقيل لأنه شرب من  عين الحياة. اهــ

والخضر حي عند جماهير العلماء والصالحين، وقيل إنه لا يموت في ءاخر الزمان حتى يرتفع القرءان.

وَالصَّعْبُ ذُو الْقَرْنَيْنِ أَمْسَى مُلْكُهُ

 أَلْفَيْنِ عَامًا ثُمَّ صَارَ رَمِيمًا

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تعليق واحد

  • بارك الله فيك وجزاك الله عنا خيرا واعزك واكرمك وحماك وحفظك ووفقك لما يحب ويرضى وفتح عليك فتوح العارفين ورزقك الله الولاية وجمعنا بك دائما وابدا على طاعته ومحبته ورضاه واسعدك الله في الدارين واسعد الله مساىك بالمحبة والخير والرضى شيخي الفاضل الدكتور زيد المصري

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر3:01 AM
    شروق الشمس4:42 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:24 PM
    العشاء7:54 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي