تواضع الأكابر
يُروى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل بينه وبين غلامه مناوبة، فكان يركب رضي الله عنه الناقة ويأخذ الغلام بزمام الناقة ويسير مقدار فرسخ ثم ينزل،
ويركب الغلام ويأخذ عمر بزمام الناقة ويسير مقدار فرسخ (أي نحو ٥ كيلومتر تقريبًا) فلما قربا من الشام كانت نوبة ركوب الغلام، فركب الغلام وأخذ عمر بزمام الناقة،
فاستقبله الماء في الطريق، فجعل عمر يخوض في الماء ونعله تحت إبطه اليسرى وهو ءاخذ بزمام الناقة،
فخرج أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه وكان أميرًا على الشام وقال: يا أمير المؤمنين إن عظماء الشام يخرجون إليك فلا يحسن أن يروك على هذه الحالة،
فقال سيدنا عمر رضي الله عنه: “إنما أعزنا الله تعالى بالإسلام فلا نبالي من مقالة الناس”.
من ثمرات الاستغفار
كان الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه يريد أن يقضي ليلته في المسجد، ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد، فحاول مع الإمام ولكن لا جدوى،
فقال للإمام: سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه، فقام الحارس بجره لإبعاده من مكان المسجد، وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكِبَر !!
فرءاه خباز يُجَر بهذه الهيئة فعرض عليه المبيت، وأخذه معه وأكرمه، ثم ذهب الخباز لتحضير العجينة لعمل الخبز، وصار الخباز يستغفر ويستغفر فسمعه الإمام أحمد وقد مضى وقت طويل وهو على هذه الحال،
فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن استغفاره في الليل، فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لاستغفارك ثمرة، والإمام أحمد يعلم ثمرات الاستغفار ويعلم فضل الاستغفار وفوائده،
فقال الخباز: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت، إلا دعوة واحدة،
فقال الإمام أحمد: وما هي؟
فقال الخباز: رؤية الإمام أحمد بن حنبل !!!
فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل، والله إني جُررت إليك جرًا.
الأخوة في الصداقة
سُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من هو الأفضل أخوك أم صديقك؟
قال: “ما أحلى أخي أن يكون صديقي وما أحلى صديقي أن يكون أخي”
وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خيرًا من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم ودًا من أخيه فليتمسك به”
فسلام على من دام في القلب ذكراهم، وإن غابوا عن العين قلنا يا رب احفظهم وارعاهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.