قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ فسَّر هذه الآية سيدنا علي رضي الله عنه فقال: “أي عَلِّموا أنفسَكُم وأهليكم الخير” أي علم الدين. رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
وقال رسول الله ﷺ: “إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ” رواه ابن ماجه.
وتعلم التوحيد وأمور الاعتقاد هو المقدم فقد قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ فالله تعالى قدَّم الأمر بمعرفة التوحيد على الأمر بالاستغفار، والسبب فيه أن معرفة التوحيد إشارة إلى علم الأصول، والاشتغال بالاستغفار إشارة إلى علم الفروع.
فوقايةُ النفسِ والأهلِ من نار جهنّمَ تكونُ بتعلّمِ أمورِ الدين وتعليمِ الأهلِ ذلك، فإنَّ مَن لم يتعلمْ علمَ الدينِ يتخبّطُ في الجهل ولا يَعرفُ الحلالَ والحرام فيقعُ فيما لا يُرضي اللهَ تبارك وتعالى،
وقد يقعُ في الكفر والعياذ بالله فيَسخَطُ اللهُ عليه ويكونُ مآلُهُ في الآخرةِ إن ماتَ على الكفرِ أن يدخلَ النارَ خالدًا فيها، لا تلحقُه شفاعةُ شافعٍ وليس له نصيرٌ ولا يرحمُه اللهُ،
وما ذاكَ إلا لأنه أهملَ تعلّمَ علمِ الدِّين من أهل المعرفةِ الصادقين، فمِن هنا كان دورُ الأهلِ في تنشئةِ أولادِهم تنشِئةً إسلاميّةً صحيحة، فحِرصُكَ على أمورِ معيشتِهم في الدُّنيا ليس أولى مِن حرصِك على ما ينفعُهم في الآخرة،
فالأَولى أن تتابعَهم وأن تحثَّهم على ما ينفعُهم في الآخرة، وقال الحافظُ الفقيه ابنُ الجوزيِّ في كتابه (حفظُ العِلم): “إنَّ الولدَ إن صارَ مُمَيِّـزًا فإنّ أولَ ما يُعلّمُ، شىءٌ في العقيدة، ثم شىءٌ في الطهارةِ، ثم شىءٌ من القرءان”.
أما من لم يتعلم علم الدين الواجب فإنه يتخبط بالجهل، وقد قال عليه الصلاة والسلام: “رُبَّ قائمٍ ليس له مِنْ قِيامِهِ إلَّا السَّهَرُ ورُبَّ صائمٍ ليس له مِنْ صِيامِهِ إلَّا الجوعُ والعَطَشُ” رواه البيهقيُّ في السنن الكبرى.
فينبغي على كل واحد أن يُقبل على تعلم علم الدين لأن من استحى أن يطلب العلم فإنه خاسر. قال الإمام مجاهد وهو من التابعين: “لا ينال العلم مُستَحٍ ولا مُستَكبِر”
فالذي يريد طلب العلم والوصول إلى الحقيقة لا يستحي من طلب العلم مهما كان عمره ومهما كانت صفته بين الناس.
فمن أراد النجاة في الآخرة فعليه بالعلم والعلم وقد قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: “الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نفْسَه وعَمِلَ لِمَا بعد الموتِ والعاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نفسَه هَواها وتَمَنَّى على اللهِ عزَّ وجلَّ الأمانِي” رواهُ الترمذي.
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيراالحمدلله الذى هدانا الى هذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله تعالى اللهم زدنا علما اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
بارك الله فيك وجزاك الله عنا خيرا واعزك واكرمك وحماك وحفظك ووفقك لما يحب ويرضى واعطاك سؤلك من الخير واحبك الله ورسوله واسعدك الله في الدارين واسعد الله اوقانك بالخير والمحبة والرضى شيخي الفاضل الدكتور الكريم الطيب زيد المصري