زيد المصري - Zaid Al-Masri

أسد

الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لا نِدٌّ لَهُ فَيُبَارَى، ولا ضِدٌّ لَهُ فَيُجَارَى، وَلا شَرِيكٌ لَهُ فَيُدَارَى، وَلا مُعْتَرِضَ لَهُ فَيُمَارَى، بَسَطَ الأَرْضَ قَرَارًا وَأَجْرَى فِيهَا أَنْهَارًا، وَأَخْرَجَ زَرْعًا وَثِمَارًا، وَأَنْشَأَ لَيْلًا وَنَهَارًا، خَلَقَ ءادَمَ وَأَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ دَارًا، ثمَّ أَنزَلَهُ الأرض خَلِيفَةً وَيَكْفِيهِ افْتِخَارًا، ثُمَّ ابْتَعَثَ الأَنْبِيَاءَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَنَصَبَ لَهُمْ مِنْ أَدِلَّتِهِ مَنَارًا، وَجَعَلَ إِدْرِيسَ وَنُوحًا وَالْخَلِيلَ رُءُوسًا ﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَارًا﴾ أَحْمَدُهُ سِرًّا وَجِهَارًا، وَأُصَلِّي عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ الَّذِي أَصْبَحَ وَادِي النُّبُوَّةِ بِرِسَالَتِهِ مِعْطَارًا، وَعَلَى صَاحِبِهِ أَبِي بَكْرٍ الْمُنْفِقِ سِرًّا وَجِهَارًا، وَعَلَى عُمَرَ الْفَارُوقِ الَّذِي لاثَ عَنْ وَجْهِهِ الإِسْلامُ خِمَارًا، وَعَلَى عُثْمَانَ الَّذِي صَرَفَ عَنْ جَيْشِ الْعُسْرَةِ بِإِنْفَاقِهِ إِعْسَارًا، وعَلَى عَلِيٍّ َابْنِ عَمِّهِ الَّذِي لا يَتَمَارَى.

أرسل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشًا لحرب الروم، وكان من بينهم شاب من الصحابة هو (عبد الله بن حذافة السهمي) رضي الله عنه،

وقد طال أمد القتال بين المسلمين والروم، فتعجب القيصر من ثبات المؤمنين وجُرأتهم على اقتحام أسباب الموت، فأمر بأن يحضر بينَ يديه أسيرٌ من المسلمين، فجاءوا بعبد الله بن حذافة يجرونه والأغلال في يديه وفي قدميه،

فتحدث معه القيصر فأُعجب بذكائه وفطنته فقال له: اترك دينك أطلقك من الأسر!

فقال عبد الله بن حذافة: “لا”

قال له: اترك دينك أعطيك نصف ملكي!

فقال: “لا”

فقال له: اترك دينك وأعطيك نصف ملكي وأشركك في الحكم معي!

فقال عبد الله رضي الله عنه: “لا، والله لو أعطيتني ملكك وملك ءابائك وملك العرب والعجم على أن أرجع عن ديني طرفة عين ما فعلت”.

فغضب القيصر وقال: إذًا أقتلك.

 

فأمر به فسحب وعلق على خشبة ثم أمر الرماة أن يرموا السهام حوله، والقيصر يعرض عليه أن يترك دينه فلم يلتفت.

فلما رأى القيصر إصراره أمر بأن يمضوا به إلى الحبس وأن يمنعوا عنه الطعام والشراب، فمنعوهما عنه حتى كاد أن يموت من الظمأ والجوع، فأحضروا له خمرًا ولحم خنزير،

فلما رءاهما عبد الله قال: “والله إني لأعلم أني لمضطر وإن ذلك يَحِل لي في ديني، (أي أن المضطر يجوز له إن لم يجد حلالا أن يأكل أو يشرب مما لا يحل في الأصل أكله أو شربه القدر الذي يُبقيه حيًّا) قال: ولكن لا أريد أن يَشمَت بي الكفار” فلم يأكل من الخنزير ولم يشرب من الخمر.

فأُخبر القيصر بذلك، فأمر له بطعام حسن، ثم أمر أن تدخل عليه امرأة حسناء تتعرض له بالفاحشة، فأُدخلت عليه أجمل النساء فلم يلتفت إليها،

فلما رأت ذلك خرجت وهي غاضبة وقالت: لقد أدخلتموني على رجل لا أدري أهو بشر أو حجر، وهو والله لا يدري عني أأنا أُنثى أم ذكر.

 

فلما يئس منه القيصر أمر بقدر من نحاس ثم أغلى الزيت وأُوقف عبد الله أمام القدر وأُحضر أحد الأسرى المسلمين موثقًا بالقيود ثم أَلقَوه في الزيت المغلي فصرخ صرخة ومات، وطفت عظامه تتقلب فوق الزيت وعبد الله ينظر إلى العظام،

فالتفت إليه القيصر وعرض عليه أن يترك دينه فأبى، فاشتد غضب القيصر وأمر به أن يُطرح في القدر فلما جروه وشعر بحرارة النار بكى ودمعت عيناه،

ففرح القيصر وقال له: اترك دينك وأعطيك كذا وكذا..!

فقال له: “لا”

فقال: ما يبكيك إذًا؟!

فقال: “أبكي والله لأنه ليس لي إلا نفٌس واحدة تلقى في هذا القدر، ولقد وددت لو كان لي بعدد شعر رأسي نفوس كلها تموت في سبيل الله مثل هذه الموتة، ولكن لكل إنسان نفسٌ واحدة”

فقال له القيصر: قَبِّل رأسي وأُخلي سبيلك!

فقال له: “وعن جميع أسرى المسلمين عندك”

فقال القيصر: لك ذلك.

فحنى القيصر رأسه لعبد الله كي يقبلها فأوهمه عبد الله أنه قبَّل رأسه بصوت يشبه صوت من يخرج البصاق، فظن القيصر أنه قبله وأطلق سراحه مع باقي الأسرى.

فقدم بهم الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة رضي الله عنه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأُخبر عمر بذلك

فقال سيدنا عمر: “حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ” فقام عمر وقَبَّل رأسه. رضي الله عنهم جميعًا.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر2:59 AM
    شروق الشمس4:41 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:25 PM
    العشاء7:55 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي