زيد المصري - Zaid Al-Masri

الاربعين النووية – حديث جبريل -6

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِين، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ ولَهُ الثَّناءُ الحَسَن، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان عَلَى سَيِّدِنا محَمَّدٍ رَسُولِ الله الصّادِقِ الوَعْدِ الأَمِين، وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم وسار على منوالهم إلى يوم الفصل والدين.

أما بعد:

 

ما زِلْنا فِى الحَدِيث الثّانِي فِى كِتاب الأَرْبَعِين النّوَوِيّة للإِمام أَبِى زَكَرِيّا يَحْيَى بْنِ شَرَف النَّوَوِيّ رَحْمَه الله تعالى، وقد شرحنا من حديث جبريل قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم: “الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” قَالَ: صَدَقْت. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ؟ قَالَ: “أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ” قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ؟ قَالَ: “أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك” قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: “مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ” قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا ؟ قَالَ: “أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ” ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: “يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟” قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: “فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ” رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

 

الإحسان

فقول جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ: أَيْ أَخْبِرْنِي عَنْ أَخَصِّ مَراتِبِ الإِحْسان. فالإِحْسان مَراتِب، والإحسان مَعناهُ عمل الأَعْمال الحَسَنَة، الإيمان بالله حَسَن، والإيمان بالرسُول حَسَن، وَإِقام الصلاة حَسَن، وَإيتاءِ الزّكاة حَسَن، ولَكِنَّ الأُمور لَها مَراتِب.

يَكونُ إِنْسانٌ مُحْسِنًا وَيَكُونُ إِنْسانٌ أَكثَرَ مِنْهُ إَحْسانًا وَيَكُونُ ءاخَر أَكثَرَ مِنْهُ إَحْسانًا وَيَكُونُ ءاخَر أَكثَرَ مِنْهُ إَحْسانًا فقوله فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ: مَعْناهُ عَنْ أَعْلَى مَراتِبِهِ، عن أَخَصِّ مَراتِبِهِ .

فقَالَ صلى الله عليه وسلم: “أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ” وَلا يَخْفَى أَنَّ العَبْدَ إذا كانَ يَرَى مَوْلاه يَحْصُلُ لَهُ النِّهايَة مِنَ الخُشُوع والتَّذَلُّل، إِذًا المطْلُوب أَعْلَى دَرَجات الإِحْسان، أَنْ يَصِلَ الإِنْسان إِلَى عِبادَةِ الله كَأَنَّهُ يَراه. هذا أَعْلَى دَرَجاتِ الإِحْسان، أَخَصُّ أَنْواعِهِ.

كان بعض عباد الله الصالحين مِنْ شِدَّةِ إِقْبالِهِم عَلَى الطّاعَة وَمِنْ شِدَّةِ خَشْيَتِهِم لله، لَوْ قِيلَ لَهُ تَمُوتُ غَدًا، يعني لَوْ فَرَضْنا أَنَّهُ عَرَف أَنَّهُ يَمُوتُ غَدًا، ما كانَ يسْتَطِيعُ أَنْ يَزِيدَ شيْئًا على ما يَفعَلُهُ، مِنْ شِدَّةِ إِقْبالِهِ عَلَى طاعَةِ الله وَمِنْ شِدَّةِ خَشْيَتِهِ مِنَ الله، مِثْلُ هؤلاءِ النّاس وَصَلُوا إِلَى الدّرجاتِ العالِيَة.

قَالَ: “أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك” إِنْ كُنْتَ لا تَراهُ، فَلا تَغْفَل عَنْ أَنَّهُ يَراك فِى كُلِّ أَحْوالِك، فانْظُر ماذا تَفْعَل. فإِذا اسْتَحْضَرَ الإِنْسان هذا فِى قَلْبِهِ، يَكُونُ هذا مِنْ خَيرِ العَوْنِ لَهُ عَلَى طاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ.

سَهْل بْنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيّ كانَ لَهُ إِنْسان مِنْ أَقارِبِهِ مِنَ الأَكابِر، كانَ يُرَبِّيه تَرْبِيَةً حَسَنَة فَقالَ لَهُ وَهُوَ فِى السّابِعَة مِنْ عُمُرِهِ: “يا سَهْل، قُلْ (أي رَدِّد) فِى قَلْبِكَ اللهُ يَرانِي، اللهُ يرانِي” فبقي سَنَة يُرَدِّدُ فِي قَلْبِهِ: “الله يراني، الله يراني، الله يراني” بَعْدَ سَنَة قالَ لَهُ: “يا سَهْل، مَنْ كانَ يَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَراه وَأَنَّ اللهَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ هَلْ يَعْصِيه؟” فانْتَفَعَ بِذلِكَ انْتِفاعًا عَظِيمًا. بَعْدَ ذلِكَ صارَ مِنْ أَكابِر أَوْلِياءِ هذه الأُمّة.

 

أخبرني عن الساعة

ثم قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ: يَعْنِى أَخْبِرْنِي عَنْ قِيامِ السّاعَة. السّاعَة يَعْنِى يَوْم القِيامَة، أَيْ مَتَى يَكُونُ أَوَّلُ القِيامَة. قَالَ: “مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ” كانَ يسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: لستُ أَنا أَعْلَمُ بِها مِنْكَ. أَنْتَ لا تَعلَم ولا أَنا أَعْلَم. ما اخْتارَ هذا اللفْظ: لا أَعْلَم، كَما أَنَّكَ لا تَعْلَم، وإنما اخْتارَ لَفْظًا فيهِ تَعْميم “مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ” ليس أَحَد مِنَ الخَلْقِ إِذا سُئِلَ عَنْها يَكونُ أَعْلَمُ بِذلِكَ  مِنْ سائِلِهِ، أَرادَ التَّعْميم حَتَّى يُبَيِّن،

وجبريل كانَ يَعْرِف أَنَّ النّبيّ ﷺ لا يَعْلَمُ مَتَى قِيام السّاعَة، لَكِنَّهُ سأَلَهُ لِيُجِيبَ لِيُعَلِّمَ الصّحابَةَ ذلك.

فإِذا كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَعْلَم فَغَيرُهُ بالأَوْلَى لا يَعْلَمُ مَتَى يَكُونُ أَوَّلُ القِيامَة. بَعضُ الناس فِى أَيّامِنا مَوْجُودُونَ فِى الهِنْد يُبالِغُونَ فِى مَدْحِ النّبيّ يَتَعَدُّونَ الحَدّ فَيَقُولون: النبيُّ يَعْلَمُ كُلَّ ما يَعْلَمُهُ الله! وَهذا كُفُر. وَمِنْهُم مَنْ يَقُول: النبيٌّ يَعلَم مَتَى تَقُومُ الساعَة، كيفَ وهذا مِنْ خَزائِن الغَيْب التي لا يَعْلَمُها إِلّا الله،

امرأة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانَت تَمْدَح النبيّ ﷺ فقالت شِعْرًا وَفِي جُمْلَتِهِ: (وَفِينا نَبِيٌّ يَعْلَمُ ما فِى غَدِ)!! قالَت عَنِ الغَدّ فقط، ما قالَت يَعْلَمُ مَتَى الساعَة، ما قالَت يَعْلَم كُلّ ما سيَحْصُل فِى المسْتَقْبَل! النبيُّ ﷺ لما سَمِعَها قال: “دَعِي هذا وَقُولِي كَما كُنْتِ تَقُولِين”

فَكَيْفَ يُقال إِنَّهُ يَعْلَمُ كُلّ ما يَعْلَمُهُ الله! وقد قال الله تعالى فيما أخبر عن نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: ” قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ  إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9)” سورة الأحقاف.

 

أن تلد الأمة ربتها

ثم قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا: أَيْ عَنْ عَلامَتِها. قَالَ: “أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا” قالَ: أَنْ تَلِدُ الْمَرأَةُ رَبَّتَها. وَرَبَّتَها مُؤَنَّث مَعْناهُ سَيِّدَتَها. قَدْ يَظُنُّ الشخص أَنَّ الكَلام عَنِ النِّساءِ فقط وهُوَ ليسَ كذلِك. أيْ نَفْسًا هِيَ سَيِّدَتُها. وَالنّفس تَكونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى. أَي نَفْسًا هِيَ رَبَّتُها

والعُلَماء ذَكَرُوا تَفْسِيرَيْن: قالُوا يَحْتَمِلُ أَحد مَعْنَيَيْن، بَعْضُهُم قال مَعْناهُ أَنْ يَنْتَشِرَ دِينُ الإِسْلام وَيَقْوَى وَتَقَع الفُتُوحات فَتَكْثُر الإِماء، يَعْنِى النّساء اللواتِي يَصِرْنَ مِنْ جُمْلَةِ العَبِيد فَيَمْلِكُها سَيِّدُها. والأَمَة إِذا مَلَكَها سيِّدُها بِشُرُوط يَذْكُرُها الفُقَهاء، يَحِلُّ لَهُ جِماعُها ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾ [المؤمنون آية 5-6] يَجُوزُ لَهُ جِماعُها فَإِذا وَلَدَت لَهُ، وَلَدُها مِنْهُ يَكُونُ حُرًّا فَصارَ بِذلِكَ الوَلَدُ حُرًّا وَأُمُّهُ أَمَة فَصارَ كأَنَّهُ سَيِّدٌ لأُمِّهِ فَتَكُونُ الأَمَةُ وَلَدَت سيِّدَها، وإِذا وَلَدَت أُنْثَى تَصِيرُ البِنْت كَأَنَّهُ سَيِّدَةٌ لأُمِّها. هكذا فَسَّرَ بَعْض العُلَماء.

وَبَعْضُهُم قال: مَعْناهُ أَنْ يَكْثُرَ العُقُوق بَيْنَ الأَوْلاد. أَنْ يَعُقَّ الأَوْلادُ أُمَّهاتِهِم فَيَصِيرُ الوَلَدُ ذَكَرًا كانَ أَوْ أُنْثَى يُعامِلُ أُمَّهُ كَأَنَّهُ سيِّدٌ لها وَكَأَنَّها أَمَةٌ جارِيَةٌ عِنْدَهُ!

وَهذا التَّفْسِيرُ الثّانِي أَكْثَرُ مُلاءَمَةً لِما سَيُذْكَرُ بَعْدَهُ فِى الحَدِيث، لأَنَّ ما سيُذْكَرُ بَعْدَهُ مِنَ العَلامات كُلُّها تَدُلُّ عَلَى انْقلابِ الأَحْوال وَفَسادِها. فَهذا أَكْثَرُ مُلاءَمَةً والأَمْران حَصَلا كَما أَخْبَرَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

كَثْرَة الفُتُوحات حَصَلَت وَصارَ عِنْدَ المُسْلِمِين فى الماضِي إِماء كَثيرات فَكَانَ يُولَدُ للسَّيِّدِ مِنْ أَمَتِهِ وَيَكُونُ وَلَدُهُ مِنْها ذَكَرًا كانَ أَوْ أُنْثَى حُرًّا فَكَأَنَّهُ سيِّدٌ لأُمِّهِ. هذا حَصَل. وَفِى أَيّامِنا لا يَخْفَى عَلَيكُم أَينَما نَظَرْتُم تَرَوْنَ شِدّة العُقُوق الحاصِل مِنَ الأَوْلاد لآبائِهِم. فَصارَ الوَلَدُ كَأَنّهُ سيِّدٌ لأُمِّهِ وَصارَتِ البِنْتُ كَأَنَّها سيِّدةٌ لأُمِّها. وَهذا الثّانِي كَما قُلْنا مُلائِم لِما سيُذْكَرُ بَعْدَهُ أَيْضًا مِنَ العَلامات التي كُلُّها تَدُلُّ عَلَى انْقِلابِ الأَحْوالِ وَالفَساد.

 

الحفاة العراة العالة

قال عليه السلام: “وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ” “الْحُفَاةَ” جَمْعُ حافِي وَهُوَ الذي مَنْ لَيسَ فِى قدَمَيْهِ نَعْل. “الْعُرَاةَ” جَمْعُ عارِي وَهُوَ الذي ليسَ عَلَيْهِ ثِياب، لَكِنْ فِى العُرْف يُطْلَق عَلى مَنْ لا يَسْتُرُ إِلّا عَوْرَتَهُ، الذي ليسَ عَلَى بَدَنِهِ شىء إِلّا ما يسْتُرُ عَوْرَتَهُ، يُقالُ عَنْهُ عارٍ أَيْضًا،

يَعْنِى كَما كانَ الحال فِى مَثلًا أَكثَر نَواحِي الإِمارات العَرَبِيّة، كَما كانَ الحال فِى بادِيَةِ السَّعُودِيّة، كانُوا يَلْبَسُونَ ما يسْتُرُ الجُزْءَ الأَسْفَل مِنَ البَدَن بالإزار وَمِن فَوق عُراة. إِذا نَظَرتُم فِى الصُّوَر القَدِيمَة قَبْلَ خُروج النِّفط والغاز وَنَحْوِ ذلِكَ فِى تِلْكَ البِلاد، لَرَأَيتُم أَنَّ حالَهُم كانَ هكذا،

والكلامُ هُنا ليس عَنْ أَهْلِ مَكَّة والمَدِينَة والطّائِف، لا، إِنَّما عَنْ أَهْلِ البادِيَة، يَعنى الْعَالَةَ الفُقراء الذينَ هُم شَدِيدُو الفَقْر.

رِعَاءَ الشَّاءِ” أَيِ الذينَ يرْعَوْنَ الغَنَم، وَرُعاة الغَنَم لا يَكُونُون أَغْنِياء فِى العادَة.

” يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ” هَؤلاءِ تَنْقَلِبُ أَحوالُهُم فَيَصِيرُونَ يَتَنافَسُونَ فِى رَفْعِ البُنْيان. إِذا رَفَعَ هذا بِناءَهُ إِلَى حَدّ، الثانِي يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ ما هُوَ أَعْلَى، وَإِذا بَنَى هذا ما هُوَ أَعْلَى، الآخَر يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ ما هُوَ أَعْلَى وَهكذا، “يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ” أَيْ يَنتَنافَسُونَ فِى رَفْعِ البُنْيان، وَهذا إِذا نَظَرْتُم إِلَيْهِ فِى أَيّامِنا حَصَل! يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ لأَجْلِ التَّفاخُر والتَّعالي .

 

طالب العلم

ثُمَّ انْطَلَقَ، أَيْ ثُمَّ انْطَلَقَ هذا الرَّجُل بَعْدما ذَكَرَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ ما ذَكَرَ، ذَهَبَ. قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه” فَلَبِثْتُ مَلِيًّا” يعْنِى مَضَى عَلَيَّ مُدَّة، ثُمَّ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟” أي عَرَفْتَ مَنِ السّائِل؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. وَهذا مِنْ أَدَبِ السُّؤال، مِنْ أَدَبِ طالِبِ العِلْم الذي يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ عَلَيْهِ. قَالَ: “فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ” أَتاكُم لِيَسْأَلَ فَتَسْمَعُوا الجَواب فَتَتَعَلَّمُوا قَواعِدَ مِنْ أُصُولِ دِينِكُم. رَوَاهُ مُسْلِم.

 

اللهم فقهنا في ديننا واجعلنا من العلماء العاملين ومن الأولياء المقبولين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر2:58 AM
    شروق الشمس4:40 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:25 PM
    العشاء7:56 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي