زيد المصري - Zaid Al-Masri

الاربعين النووية – حديث جبريل -1

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِين، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ ولَهُ الثَّناءُ الحَسَن، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان عَلَى سَيِّدِنا محَمَّدٍ رَسُولِ الله الصّادِقِ الوَعْدِ الأَمِين، وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم وسار على منوالهم إلى يوم الفصل والدين.

أما بعد:

 

حديث جبريل

عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَيْضًا (وَإِنَّما قال الإمام النووي “أَيْضًا” لأَنَّ الحَدِيثَ الأَوَّلَ هُوَ أَيْضًا مِنْ رِوايَةِ سيِّدِنا عُمَرَ بْنِ الخَطّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) قَالَ: “بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلم ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ،

وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم: “الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”

قَالَ: صَدَقْت. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ!

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ.

قَالَ: “أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ”

قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ.

قَالَ: “أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك”

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ.

قَالَ: “مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ”

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا.

قَالَ: “أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ”

ثُمَّ انْطَلَقَ، (يَعْنِى هذا السّائِل) فَلَبِثْتُ مَلِيًّا،

ثُمَّ قَالَ: “يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟”

‫قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ: “فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ” رَوَاهُ مُسْلِم.

 

أهمية هذا الحديث

وهذا حديثٌ جامِعٌ فِى جَمِيعِ وَظائِفِ الإِسْلام وَالأَعْمالِ الظّاهِرَة مِنَ الأُصُول. يَعْنِى أُصُول مَسائِل الأَعمال الإسْلامِيّة: الصّلاة والصِّيام والحجّ والزّكاة، وَأُصُول العَقائِد الإِيمانِيّة: الإِيمان بِالله والإِيمان بالرّسُول علَيْهِ الصّلاةُ والسلام والإِيمان بِالملائِكَة وَبالكُتُب والرسل واليَوْمِ الآخِر وَبالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. وفِيهِ أُمُور تَتَعَلَّق بِيَوْمِ القِيامَة وَعَلاماتِها إِلَى غَيرِ ذلِك مِمّا هُوَ مُتَضَمَّنٌ فِى هذا الحَدِيثِ الجامِعِ الشّامِل، ومَنْ حَفِظَهُ حَفِظَ جُمْلَةً وافِرَةً مِنْ أَعْمالِ هذا الدِّينِ العَظِيمِ الظّاهِرَة وَالاعْتِقاداتِ القَلْبِيّة.

 

شرح الحديث

قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلم إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ” “إِذْ” هذه تُسَمَّى فِى اللغَةِ العَرَبِيّةِ إِذِ الفُجائِيَّة لِبَيانِ أَنَّهُم وَهُم جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ، فاجَأَهُم دُخُولُ شَخْصٍ لا يَعْرِفُونَهُ مِنْ ذِي قَبْل،

وَعَبَّرَ سيدُنا عُمَرُ بنَ الخَطّابِ فِى حَدِيثِهِ هذا بِقَوْلِهِ: “طَلَعَ” وَلَمْ يَقُل “دَخَلَ” لِبَيانِ أَنَّ بُرُوزَ هذا الشّخص وَدُخُولَه كانَ كَطُلُوعِ الشّمْسِ مِنْ مَشْرِقِها لِما عَلَيْهِ مِنَ الأَنْوارِ والبَهاء والحُسُن والجمال، فَعَبَّرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأَرْضاه بِلَفْظَةِ “طَلَعَ” للإِشارَة عَلَى حُسْنِ وجَمالِ هذا الدّاخِلِ وَهُوَ فِى الحَقِيقَةِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السلام،

قال: “إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ” لأَنَّ صُورَتَهُ الخارِجِيّة صُورَةُ رَجُل، وَفِى بادِئِ الأَمْر سيِّدُنا عُمر بنُ الخَطّاب لَمْ يَعْرِف أَنَّ هذا الرّجُلَ الدّاخِلَ عَلَيْهِم هُوَ جِبْرِيل، إِنّما عَرَفَ بعْدَ أَيّامٍ، لما حَدَّثَهُ الرّسُولُ بِأَنَّ الدّاخِلَ عَلَيْهِم وَالسّائِلَ لِهذه الأَسْئِلَة عَنِ الإِسْلامِ والإِيمان والإِحْسان وَعَنِ السّاعَةِ وَأَماراتِها إِنّما هُوَ جِبْرِيل، وَمَجِيئُهُ كانَ لِيُعَلِّمَ النّاسَ أُمُورَ دِينِهِم.

فَلِذلِكَ سيِدُنا عُمرُ فِى بادِئِ الحَدِيثِ ذَكَرَ فُقال: “إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ” وَلَمْ يَقُل جِبْرِيل لأَنَّهُ جاءَ مُتَشَكِّلًا على هيئة رَجُل، قال “شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ” وَشِدَّةُ بَياضِ ثِيابِ هذا الرَّجُل للإِشارَةِ إِلَى نَظافَتِها ولِذلِكَ قالَ أَهْلُ العِلْمِ: يُفْهَم مِنْ ذلك أنه يُسْتَحَبُّ لِطالِبِ العِلْمِ أَنْ يَلْبَسَ الثِّيابَ النَّظِيفَةَ لأَنَّ النّظافَةَ فِى الثَّوْبِ وَالبَدَن شىءٌ يُحِبُّهُ اللهُ عزّ وَجَلّ وَيُثِيبُ عَلَيْهِ صاحِبَهُ إِنْ قَصَدَ بِها مَقاصِدَ حَسَنَة وَلا سيّما طالِبُ العِلْم،

لأَنَّ جِبْرِيلَ فِى الظّاهِر دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ كَهَيْئَةِ المتَعَلِّم بِدَليلِ أَنَّهُ هُوَ الذي بادَرَ إِلَى سُؤالِ رَسُولِ الله هذه الأَسْئِلَة وَجِبريلُ يَعْرِفُ أَجْوِبَةَ هَذه الأَسْئِلَة، إِنّما سأَلَ الرّسُول هذه الأَسْئِلَةَ لِيَسْمَعَ الصَّحابَةُ الجالِسُونَ فِى مَجْلِسِ رَسُولِ الله فَيَنْتَفِعُونَ بالسُّؤال والجواب، فَهَيئَةُ جِبريلَ فِى سُؤالِهِ وَدُخُولِهِ هِيَ هَيئةُ مُتَعَلِّم وَإِنْ كانَ يَعْرِفُ هَذه الأَجْوِبَةَ على هذه الأَسْئِلَة،

فَلِذلِك طالِبُ العِلْمِ يُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يَلْبَسَ البَياض وَغَيرُ طالِبِ العِلْمِ أَيْضًا يُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يَلْبَسَ البياض لأَنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إِلْبَسُوا مِنْ ثِيابِكُمُ البَياضَ وَكَفِّنُوا بِها مَوْتاكُم” فَلُبْسُ الثَّوْبِ الأَبْيَضِ النظيف مُسْتَحَبٌّ وَفِيهِ أَجْرٌ وَثواب،

وقد قال  “إِنَّ اللهَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظافَة” ومَعْنَى: “إِنَّ اللهَ نَظِيفٌ” أَيْ كامِلِ الصِّفات، كُلَّ صِفاتِ اللهِ تعالى كامِلَة ليسَ فِيها نَقْص وصفاته ليست كصفات المخلوقين.

ومعنى “يُحِبُّ النَّظافَة” مَعناهُ يُحِبُّ نَظافَةَ الخُلُق، أي يحب من عباده أن يتخلقوا بالأخلاق الحسنة، وكذلك يحب من عباده أَنْ يكونوا على نظافة الثَّوْبِ والبَدَن، لا يُؤْذِي الناسَ لا بِرِيحِ ثَوْبِهِ وَلا بِرِيحِ بَدَنِهِ وَأَنْ لا يَكُونَ سَيِّئَ الخُلُقِ لأَنَّ سَيِّئَ الخُلُقِ بَعِيدٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ.

 

قال: “إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ” هذا الرَّجُلُ كانَ شَدِيدَ سَوادِ الشَّعَر للإِشارَةِ إِلَى مَسْأَلَةِ اسْتِحْبابِ الاهْتِمامِ بِالشَّعَر بِتَنْظِيفِهِ وَتَسْرِيحِهِ وَتَرْتِيبِهِ كَما كانَ يَفْعَلُ النبيّ. كانَ  يَغْسِلُ شَعَرَهُ وَيَمْشُطُ شَعَرَه وَيُكْرِمُ شَعَرَهُ بِدَهْنِهِ بِزَيْتِ الزَّيْتُون. قالَ : “مَنْ كانَ لَهُ شَعَرٌ فَلْيُكْرِمُهُ” قالَ أَهْلُ العِلْمِ: “مِنْ إِكْرامِهِ تَرْجِيلُهُ (أَيْ تَمْشِيطُهُ) وَدَهْنُهُ بِزَيْت الزَّيْتُون”.

ويُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ الإِنْسانَ يَنْبَغِي أَنْ يُقْبِلَ عَلَى طَلَبِ العِلْم فِى حالِ الشّباب وَأَنْ يَهْتَمَّ بِتَحْصِيلِهِ لا فِى حالِ الكُهُولَة أَوِ الشَّيْخُوخَة. فَجِبْرِيلُ حِينَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ الله  كانَ فِى وَصْفِهِ أَنَّهُ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ وَمَنْ كانَ شَدِيدَ سَوادِ الشَّعَر عادة يَكُونُ شابًّا فِى مُقْتَبَلِ العُمُر للإِشارَةِ إِلَى أَنَّ طالِبَ العِلْم يَنبَغِي أَنْ يُقْبِلَ عَلَى طَلَبِ العِلْمِ بِهِمَّةٍ فِى حال الشّباب وقُوَّةِ البدن، لِيَصْرِفَ بَقِيَّةَ عُمُرِهِ فِى العَمَلِ بهذا العِلم بِالإِكْثارِ مِنَ الطّاعات بَعْدَ صَرْفِهِ مُدَّةَ الشّبابِ فِى تَحْصِيلِ العِلْم.

 

قالَ: “لَا يُرَى عَلَيْهِ ِأَثَرُ السَّفَرِ” لأَنَّ جِبْريلَ عَلَيهِ السلام لا يَحْتاجُ حَقِيقَةً إِلَى أَنْ يَقْطَعَ المسافاتِ الواسِعَة مَشْيًا عَلَى الأَقْدام فَيَغْبَرَّ ثَوْبُهُ وَيَتَشَعَّثَ شَعَرُهُ بِسَبَبِ سَفَرِهِ. جِبرِيل، لَوْ أَرادَ أَنْ يَقْطَعَ السمٰواتِ فِى لَحْظَة لَقَطَعَها مِنَ القُوَّة التي أَعْطاهُ اللهُ تعالى إِيّاها. أَليْسَ اللهُ تعالى قالَ عَنْ جِبريلَ عَلَيْهِ السلام ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى﴾ مَعناهُ عَلَّمَ شَدِيدُ القُوَى وهُو جِبريل محمَّدًا .

اللهُ تَعالى أَعْطَى جِبريل قُوّةً عَجِيبَة غَريبَة يَسْتطِيعُ أَنْ يَقْطَعَ هذه السمٰوات بِمُدَّة قَليلَة مَع أَنَّ بُعْدَ الأَرْضِ عَنِ السّماء مَسافَة واسِعَة جِدًا جدًا، ما بَيْنَ أَرْضِنا هذه وَسَطح السّماء التي تَلينا مَسِيرَةُ خَمْسُمائَةِ سَنَة بِسَيْرِ الإِبِلِ المحَمَّلَة. وسَمْكُ السّماءِ الأُولَى خَمْسُمائَةِ سَنَة وَما بَيْنَ السّماء الأُوَلَى إِلَى السّماءِ الثانِيَة خَمْسُمائَةِ سَنَة وهكذا. فَهذه مسافَة واسِعَة جِدًا وَمَع ذلِك جِبريل بِقُوّتِهِ يَقطَعُها بِلَحْظَة، اللهُ تعالى أَقْدَرَهُ عَلَى ذلِك.

 

ولِذلِكَ قالَ سيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: “لَا يُرَى عَلَيْهِ ِأَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ” يَعْنِى هُوَ لَيْسَ مِنّا، ليسَ مِنَ الصحابَةِ المعروفين، وليس صحيح ما قاله بعض الشُرَّاح من أن جبريل عليه السلام جاء على صورةِ دِحْيَةَ الكَلْبِيّ، لأَنَّ دِحْيَةَ الكَلْبِيّ كانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ الصّحابَة، فهُوَ صَحابِيٌّ وَمَعْروفٌ بَينَ الصحابَة، ودِحْيَة الكَلْبِيّ هُوَ مِنْ أَجْمَلِ صَحابَةِ رَسُولِ الله، نَعَم، كانَ جِبريلُ أَحْيانًا يَأْتِي على ِصورَةِ دِحْيَة لَكِنْ عِنْدَ مَجِيئِ جِبْرِيلَ إِلى الرّسُولِ فِى حَدِيثِنا هذا لَمْ يَقْدَمْ عَلَى رَسُولِ الله على صورة دِحْيَة بَلْ على صورةِ رَجُلٍ لا يَعْرِفُهُ مِنَ الصّحابَةِ أَحَد.

 

قال سيدنا عمر: “حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم” فِى بَعْضِ الرِّوايات أَنَّ جِبريلَ عَلَيْهِ السّلام حِينَ دَخَل سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ الله وَمنْ مَعَهُ، فَجَعَلَ جِبريلُ يَدْنُو قَليلًا وَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللهِ: “أُدْنُو، أُدْنُو” فَيَدْنُو جِبريلُ قَليلًا، “حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى الله عليهِ وسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ” هذا لِلإِشارَةِ إِلَى اتِّصالِ رُكْبَةِ جِبريل بِالصُّورَةِ التي كانَ عَلَيْها بِرُكْبَةِ رَسُولِ اللهِ .

معْناهُ كانَ قَرِيبًا مِنْهُ جِدًا وَأَهْلُ العِلْمِ أَخَذُوا مِنْ هذه الكَلِماِت فائِدَة شَرْعِيّة وَهِيَ أَنَّ طالِبَ العِلْم إِنِ اسْتَطاعَ وَوَجَدَ فِى مَجْلِسِ العِلْمِ سَعَة يُسْتَحَبُّ له أَنْ يَجْلِسَ أَمامَ شَيْخِهِ وَمُدَرِّسِه، أَيْ أن يُقابِلَه أَخْذًا مِنْ فِعْلِ جِبريلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ . لَيسَ بالضَّرورَةِ أَنْ يَكُونَ مُسْدِنًا رُكْبَتَهُ إِلَى رُكْبَتِهِ، لَكِنْ أَنْ يَكُونَ فِى قِبالَتِهِ. هذا أَدْعَى لِلْسَّماع وَلِلْوَعِي وَلِلْفَهْم مِنْ أَنْ يَجْلِسَ الإِنْسانُ بَعِيدًا عَنْ شَيْخِهِ، كأن يَكُونَ فِى زَاوِيَةٍ أو فِى مكان بَعِيد.

 

قالَ عمر: “وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ” قد يكون وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْ نفسِه أو وضعهما عَلَى فَخِذَي رَسُولِ الله  لَكِنْ في رواية النَّسائِي فِى سُنَنِه لحديث عمر قال: “وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيِ النَّبِيِّ صلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم” وَهذا للإِشارَةِ إِلَى الوُدّ الذي بيْنَ جِبريل وَبَيْنَ رَسُولِ الله .

 

وَقَالَ: “يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ” مع أنه جاءَ فِى القُرْءانِ ما يَدُلُّ عَلَى حُرْمَةِ نِداءِ رَسُولِ الله  بِاسْمِهِ المُجَرَّد فِى حالِ حُضُورِ رَسُولِ اللهِ . فقد قالَ اللهُ تعالى ﴿لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ [سورة النور:63] هذه الآيَةُ فِيها الإشارَةُ إِلَى أَنَّ المؤْمِنِينَ مُخاطَبُون بِأَنْ لا يُنادُوا رَسُولَ اللهِ  بِاسْمِهِ المُجَرَّد (يا محمّد) فِى حالِ حُضُورِهِ، هذا كانَ حَرامًا عَلَى الصّحابَة بِسَبَبِ نُزُولِ هذه الآيَة.

يَعْنِى أَنا مَثَلًا أُنادِي واحِدًا مِنْكُم باسْمهِ وَهُوَ يُنادِينِي باسْمِي وهذا لا بَأْسَ بِهِ، أَمّا الرَسُول  فقَدْ كانَ الصّحابَةُ نُهُوا أَنْ يُنادُوا رَسُولَ اللهِ  باسْمِهِ بِقَوْلِ (يا محمّد) فِى حالِ حُضُورِهِ، أَمّا فِى حالِ غَيْبَتِهِ كَأَنْ يَكُونَ الصّحابِيُّ فِى مَجْلِسٍ غَيرِ مَجْلِسِ رَسُولِ اللهِ  فهو جائز،

كَما جاءَ فِى الحديث الصحيح الذي رَواهُ الطّبَرانِيُّ فِى مُعْجَمَيْهِ والمعروف بحديث الأعمى، وفيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم الرجل الأعمى الذي جاءه أن يقول: “اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتُقضى لي” وقد قال الرجل ذلك في غيبة النبي وليس في حضرتِه.

أَمّا المَنْهِيُّ عَنْه فَهُوَ نِداءُ رَسُولَ اللهِ  بِاسْمِهِ المُجَرَّد فِى حالِ حُضُورِهِ فِى المَجْلِس، بل كانُوا مَأْمُورِين أَنْ يُنادُوهُ بِأَعْظَمِ أَوْصافِهِ (يا نَبِيَّ الله) (يا رَسُولَ الله) أَوْ نَحْوَ هذا.

فكيْفَ قالَ حِبريلُ عَلَيْهِ السلام لِنَبيِّنا : “يَا مُحَمَّدُ” والجواب أَنَّ نِداءَ جِبريل كانَ قَبْلَ نُزُولِ التّحْرِيم، أي كانَ قَبْلَ نُزُولِ هذه الآيَة، فهذه الآيَةُ نَزَلَت بَعْدَ هذا الحَديث بِزَمَن. وقيل: إِنَّ هذا التَّحْرِيم إِنّما هُوَ تَحْرِيمٌ على مؤمني الإنس والجن فَلا دَخَلَ للمَلائِكَةَ بِهِ،  أي أنه خِطابٌ للمُكَلَّفِينَ مِنَ البَشَرِ والجِنّ.

 

قَالَ: “يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ” هذا أَوَّلُ سُؤالٍ سَأَلَهُ جِبريلُ لنَبِيَّنا  أَيْ أخبرني عَنْ حَقِيقَةِ الإِسْلامِ وماهِيَّتِهِ، أَيْ وماهِيَّتِهِ فِى الشّرع، لأَنَّ كَلِمَةَ الإِسلام لَها مَعْنًى فِى اللّغَة وَلَها مَعْنًى فِى الشّرع.

والإسْلامُ فِى اللُّغَةِ مَعْناهُ الانْقِيادُ والاسْتِسْلام، وَمِنهُ ما جاءَ فِى القُرءان ﴿قَالَتِ الأَعْرَابُ ءامَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ [سورة الحجرات:الآية 14].

هُنا، يَظْهَرُ لَنا مِنْ هذه الآيَة أَنَّ مَعْنَى ﴿وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ هو المَعْنَى اللُّغَوِيّ للإِسْلام وهو الانْقِيادُ والاسْتِسْلام مِنْ حَيثُ الظّاهِر، لأَنَّ هؤلاءِ الأَعْراب كانُوا أَشَدَّ النّاسِ كُفْرًا وَنِفاقا! هؤلاءِ كانُوا جُفاةً غِلاظا، يَعِيشُونَ فِى الصّحْراء فَكانَ يَغْلِبُ عَلَيْهِم الغِلْظَةُ والجَفاء وَكانُوا فِى غالِبِيَّتِهِم كُفّارًا، والكلام عَنِ الأَعراب لا عَنِ العَرَب،

والأعْراب هُمْ سُكّانُ البادِيَة فِى ذلِكَ الوَقْت، في زَمانَ الرَّسُولِ كانُوا أَكْثَرَ النّاسِ غِلْظَةً وَجَفاءً وَكانُوا أَحْيانًا يُظْهِرُونَ الإِيمان وَهُم فِى الحقِيقَةِ غَيْرُوا مُؤْمِنِين، فادَّعَوْا عِنْدَ رَسُولِ الله أَنَّهُم مُؤْمِنُون فَجاءَ القُرءان بِتَكْذِيِهِم.

﴿قَالَتِ الأَعْرَابُ ءامَنَّا﴾ يَعْنِى زَعَمُوا أَنَّهُم عَلَى عَلى الإيمان ﴿قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا﴾ مَعناهُ لَسْتُم مُؤْمِنِينَ، أي لأنهم كانوا على النفاق فكانوا يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر في صدورهم أي أنهم في الحقيقة كفار، فقال تعالى ﴿قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ أَيِ اسْتَسْلَمْنا وانْقَدْنا مِنْ حَيثُ الظّاهِر فَمَعْى ﴿ أَسْلَمْنَا﴾ ههُنا، أَيِ اسْتَسْلَمْنا وَهُوَ المَعْنَى اللُّغَوِيّ لِكَلِمَةِ الإِسْلام لا الشَّرْعِيّ. ﴿وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ معناه لَمْ يَدْخُلِ الإِيمان إِلَى قُلُوبِكُم. لأن (لمَّا) في لغة العرب إذا جاء بعدها فعلٌ مضارعٌ تُفيدُ النفي.

 

فالإسلام في اللغة معناه الانقياد والاستسلام، أَمّا فِى الشّرع فَمَعْنَاه: انقياد مخصوص أقله النطق بالشهادتين، انْقِيادُ لِما جاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأما الإيمان لغة فمعناه: التصديق. وفي الشرع معناه: تصديق مخصوص أقله التصديق القلبي بمعنى الشهادين.

فالإِسْلامُ هُوَ الاعْتِرافُ بالشّهادَتَيْن بِاللِّسان. والإيمان التصديق بالقلب بِمَعْنَى الشّهادَتَيْن. والإِسْلامُ والإيمانُ مُتَلازِمان لا يَنْفَكُّ أحدهما عن الآخر، فلا يُقالُ فُلانٌ مَسْلِمٌ لَكِنَّهُ لَيسَ مُؤْمِنًا. وَلا يُقالُ فُلانٌ مُؤْمِنٌ بالمعْنَى الشّرعِيّ لَكِنَّهُ ليسَ مُسْلِمًا فالمَسْلِمُ مُؤْمِن والمُؤْمِنُ مُسْلِم،

لكن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فهناك مسلم مؤمن كامل وهناك مسلم مؤمن عاص إيمانه ناقص، وقد قال أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه: “لا يكونُ إيمان بلا إسلام ولا إسلام بلا إيمان، فهما كالبَطْنِ مَعَ الظّهْر” أي متلازمان. يعني كَما أَنَّهُ لا يَنْفَصِلُ البَطْنُ عَنِ الظَّهْرِ بَلْ هُما مَتَلازِمانِ، كَذلِكُمُ الإِيمان الشَّرْعِيّ والإَسْلام الشّرْعِيّ مُتُلازِمانِ لا يَنْفَكّان.

 

إِذًا حَقِيقَةُ الإِسْلام أَقَلُّها الإِعْتِرافُ باللِّسان بِشَهادَةِ أَنْ لا إِلٰهَ إِلّا الله وَأَنَّ محمَّدًا رَسُولَ الله.

فَأَجابَ الرَّسُولُ عَنْ سُؤالِ سيِّدِنا جِبريلَ فَقال : “الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ” ذكَرَ أَعْلَى خَصْلَة وَأَوْلَى خَصْلَة وَهِيَ الأَصْل الذي لا بُدَّ مِنْهُ لِيُسَمّى الإِنْسانَ مُسْلِمًا وَهِيَ شَهادَةُ أَنْ لا إِلٰهَ إِلّا الله وَأَنَّ محمَّدًا رَسُولَ الله.

فَيُفْهَمُ مِنْ هذا أَنَّ الإِنسانَ إِذا كانَ كافِرًا وَأَرادَ الدُّخُولَ فِى دِينِ الإِسْلام لا بُدَّ أَنْ يَنْطِقَ للدُّخُولَ فِى دِينِ الإِسْلام بالشَّهادتَيْن فَلا يَكْفِي مُجَرَّدُ التَّصْدِيقِ بِهِما فِى القَلْب مِنْ غَيرِ الاعْتِرافِ اللِّسانِيّ بِالشَّهادتَيْن.

يَعْنِى لَوْ أَنَّ إِنْسانًا صَدَّقَ بِمَعْنَى الشّهادَتَيْنِ فِى قَلْبِهِ لَكِنَّهُ لَمْ يَنْطِق بِهِما بِلِسانِهِ لا يَصِيرُ مُسْلِمًا مُؤمِنًا وَهذا حُكْمٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ . لِذلِكَ نَجِدُ الحافِظَ النَّوَوِيّ فِى شَرْحِهِ عَلَى صَحِيحِ مُسْلِم يَقُول: “مَنْ صَدَّقَ بِقَلْبِهِ وَلَمْ يَنْطِق بلِسانِهِ فَهُوَ كافِرٌ بِالإِجْماع” يَعْنِى بِلا خِلاف عِنْدَ المسْلِمين. معناهُ لا يَصِيرُ عِنْدَ اللهِ ولا عِنْدَنا مُسْلِمًا مُؤمِنًا بمجَرَّد التَّصْدِيقِ بالقَلْبِ مِنْ غَيرِ الاعْتِرافِ اللِّسانِيّ بالشَّهادتَيْنِ لِمْنَ كانَ كافِرًا، ولا يَكْفِى أَنْ يَنْطِقَ الإِنْسانُ بالشّهادَةِ الأُولَى إِذا أَرَادَ الدُّخولَ بِالإِسْلام دونَ الشّهادَةِ الثانِيَة.

لذلك الرّسُولُ حِينَ أَجابَ عَنْ ماهِيَّةِ وَحَقِيقَةِ الإِسْلام قال: “أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ” لأَنَّهُ لا بُدَّ مِنْ قَرْنِ الإِيمانِ بِالرسُول مَعَ الإيمانِ باللهِ سُبْحانَهُ تعالى. قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا﴾ [سورة الفتح:13].

ويُوجَد ءايات كَثِيرَة فِى القُرءان هِيَ شاهِدٌ وَدَلِيل عَلَى أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَجْمَعَ الإِنْسانُ بَيْنَ التَّصْدِيقِ القَلْبِيّ بالشَّهادَتَيْن مَعَ الاعْتِرافِ اللِّسانِيِّ بِهِما. ولا يَكْفِى أَنْ يَعْتَرِفَ بِلِسانِهِ بالشّهادَةِ الأُولَى دُونَ الشّهادَةِ الثّانِيَة، كَما أَنَّهُ لا يَكْفِى أَنْ يُصَدِّقَ بِقَلْبِهِ بِمَعْناهُما دُونَ الاعْتَرافَ اللِّسانِيِّ بِهِما.

أَمّا فِى حالَةِ لَوْ أَنَّ الإِنْسانَ مَثَلًا صَدَّقَ بِقَلْبِهِ بِالشَّهادَتَيْن فَأَرادَ أَنْ يَنْطِقَ بِلِسانِهِ فَوافَتْهُ المَنِيَّةُ، جاءَهُ المَوْتُ فَجْأَة فَهذا عِنْدَ اللهِ مُسْلِمٌ مُؤْمِن. لِذلِكَ قال القاضِي عِياض: “ومَذْهَبُ أَهْل السُّنَّة أَنَّ المَعْرِفَةَ مُرْتَبِطَةٌ بِالشَّهادَتَيْن لا تَنْفَعُ إِحْداهُما وَلا تُنْجِي مِنَ النّار دُونَ الأُخْرَى إِلّا لِمَنْ لَمْ يَقْدِر عَلَى الشَّهادَتَيْن بِلِسانِهِ لِعِلَّة أَوْ مَنْ لَمْ تُمْهِلْهُ المُدَّةُ بَلِ اخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ” وقوله “ومَذْهَبُ أَهْلُ السُّنَّة” يَعْنِى هذا شىءٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، لأن قول العلماء (مذهب أهل السنة) مَعْناهُ هذا إِجْماع.

قالَ القاضِي عِياض: “ومَذْهَبُ أَهْلُ السُّنَّة أَنَّ المَعْرِفَةَ (يَعْنِى التَّصْدِيق القَلْبِيّ) مُرْتَبِطَةٌ بِالشَّهادَتَيْن (مَعْناهُ لا بُدَّ مِنْ أَنْ يَنْطِقَ بِهِما مَعَ مَعْرِفَةِ مَعْناهُما والتَّصْدِيقِ بِذلك فِى قَلْبِهِ) قال: لا تَنْفَعُ إِحْداهُما وَلا تُنْجِي مِنَ النّار دُونَ الأُخْرَى إِلّا لِمَنْ لَمْ يَقْدِر عَلَى الشَّهادَتَيْن بِلِسانِهِ لِعِلَّة (كالأخرَس، فإِذا صَدَّقَ الأَخْرَس بِقَلْبِهِ بالشّهادَتَيْنِ عِنْدَ اللهِ هُوَ مُسْلِمٌ مُؤْمِن، لأَنَّهُ بِسَبَبِ خَرَسِهِ بِسَبَبِ عِلَّةٍ بِلِسانِهِ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْطِقَ بالشّهادَتَيْن) ثُمَّ قال: أَوْ مَنْ لَمْ تُمْهِلْهُ المُدَّةُ بَلِ اخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ” فَإِذًا هٰذا هُوَ الحُكْمُ الذي عَلَيْهِ أَهْل السنة والجَماعَة بالنِّسْبَة لِهذه المسْأَلَة.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر2:52 AM
    شروق الشمس4:36 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:30 PM
    العشاء8:02 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي