زيد المصري - Zaid Al-Masri

إن محرم الحلال كمحل الحرام

الحمد لله رب العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، سيدنا وحبيبنا محمد طه الأمين، وعلى ءاله وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم وسار على منوالهم إلى يوم الفصل والدين.

أما بعد: فقد روى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ مُحَرمَ الحَلَالَ كَمُحلِ الحَرَام” فالذي يفتي بغير علم فيقول عن شىء حلال: هذا حرام ! كالذي يقول عن الحرام حلال، لو هجم الإنسان على الفتوى بغير علم فتكلم من عند نفسه بغير علم فحرَّمَ الحلال فهو كالذي يستحل الحرام، فليس للإنسان أن يتجرأ على الدين فيفتي بغير علم، ليس له أن يقول في الدين برأيه، لا في التحليل ولا في التحريم، وليس له أن يقول برأيه لا في تفسير القرءان ولا في الحديث، وليس له أن يقول برأيه في تأويل الرؤى المنامية، لأن من الناس من يتجرأ على أن يُعَبِّر ويُؤول ويفسر المنامات وهو ليس أهلًا لذلك، وفي هذا الزمان بعض الجهال والدجالين صاروا يعملون برامجًا لتعبير الرؤى وهم ليسوا أهلًا لذلك، والناس يتصلون بهم على الهواء فيعبرون لهم المنامات ويتكلمون بسخافات عجائب وغرائب. إذًا علينا أن نتنبه حتى بأمور المنامات فلا نتكلم من عندنا من غير علم، فإن هذا العلم له أهله المختصون به، وهم بعض الأولياء الذين فتح الله عليهم، وليس أي إنسان له أن يتكلم بهذا العلم، إنما من أعطاه الله هذا العلم، وفتح الله عليه بهذا العلم ووهبه هذا العلم فهو الذي يُعبر، وعلم تعبير الرؤى من العلم اللادنِّيّ الذي لا يكتسبه الشخص من مدرسة أو جامعة وإنما هو هبة من الله يهبه الله لبعض الأولياء الصالحين، وبعض الناس من شدة جهلهم وصفوا أنفسهم على زعمهم بأنهم من أهل التعبير والتأويل فصاروا يعبرون للناس بما يوسوس لهم به الشيطان.

وكذلك في أمور الحلال والحرام، ليس للإنسان أن يفتي برأيه، ليس له أن يقول برأيه كأن يقول: هذا يصح وهذا لا يصح، هذا يُبطل الصلاة وهذا يبطل الصيام أو الحج ونحو ذلك، فلا يتكلم بهذه الأحكام إلا من كان عنده علم، لأن التكلم بهذه القضايا بأمور الدين بالجهل مهلكة للإنسان، وقد قال بعض الصحابة: ” أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا أَجْرَؤُكُمْ عَلَى النَّارِ” أي أن الذي يفتي بغير علم ويتكلم في الدين بغير علم كأنه يلقي بنفسه إلى النار. والله تعالى يقول: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ  إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)} سورة النحل.

ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام: “إنَّ مُحَرمَ الحَلَالَ” أي أن الذي يحرم شيئًا هو في دين الله حلال إما أن يقع في الكفر أو في الكبيرة، وليس كل فتوى بدون علم تكون كفرًا، في بعض الحالات تكون خروجًا من الدين، و أحيانًا الفتوى بدون علم تكون من الكبائر، فإذا كان الحلال الذي حرمه معلوم بالدين بالضرورة حله، أي يشترك في معرفته العالم والجاهل، الخاصة والعامة، الكل يعرفون أنه حلال في دين الله إذا هو حرمه يكون كذب الدين عندها يكون قد كفر.

ونحذر في هذا المقام من بعض الفتاوى باطلة التي فيها تحريم أشياء هي حلال في الدين:

كقول بعض الناس: (يحرم الدخول إلى البيت في العتمة بالليل) وكقول بعضهم: (يحرم أكل العلكة بالليل) وكقول بعضهم: (الزواج بين العيدين حرام) فلا يوجد نص يدل على تحريم الزواج بين العيدين، وإنما السحرة والعرافين والذين يفتحون بالمندل والذين يعملون بالأبراج والدجل هم الذين يمنعون الزواج بين العيدين لأنهم يتشائمون من ذلك، فمن حرم ذلك يكون مكذبًا لدين الله، والذي ورد أن المحرم في الحج في عيد الأضحى الذي لم ينهي أعمال الحج ما زال في الإحرام هذا الذي يحرم عليه الزواج، أما إن لم يكن محرمًا بحج فيجوز له الزواج في يوم العيد وهو في مكة أو بأرض عرفات.

وكقول بعضهم: (لا يجوز الغسيل يوم الإثنين أو الجمعة أو في الليل) كل هذا كذب وكل هذا باطل وخلاف شريعة الله !!! وكقول بعضهم أيضًا: (لا يجوز فتح المقص بالليل أو تركه مفتوحا في البيت) أو كقول بعضهم (يحرم قص الأظافر في الليل) ومن الفتاوى الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان قول بعض الناس: (يحرم قص الشعر بالليل) لأنهم يتشائمون يقولون: تحصل مصيبة !! ولا حول ولا قوة إلا بالله

ومن الفتاوى الباطلة قول بعضهم: (تكنيس البيت بالليل حرام) لماذا حرام تكنيس البيت بالليل على زعمهم، يبررون ذلك بزعمهم أنهم يتشائمون أن يموت أحد من البيت أو ينقطع الرزق من البيت !! وهناك أناس يقولون: (إن الملائكة تهرب من البيت) ما هذه السخافات، فهذا الكلام يجب التحذير منه. هذا كله كذب على شرع الله. فهذه المسائل ليست من دين الله في شىء، ولا دليل عليها من القرءان ولا من الحديث ولا من إجماع ولا من فتاوى المجتهدين.

ومن الفتاوى الشيطانية الباطلة قول بعضهم: (إن المرأة الحائض تنجس ما تلمسه من كبيس أو عجين أو طبخ) ويقولون بزعمهم: (لا يجوز للمرأة في الحيض أن  ترضع ابنها) وعدة المرأة بالعادة خمسة أيام أو ستة أيام أو أكثر، فعندهم المرأة في الحيض تترك الطفل ليموت، هذا ليس من دين الإسلام هذا من دين طائفة من اليهود يقال لهم السامرة، المرأة عندهم عندما تلد طفلًا أو تكون بالحيض لا تلمس الأكل ولا تطبخ ولا ترتب البيت ولا يخالطوها، بل تعتزل عنهم ويحضرون لها الطعام من تحت الباب، لأن عقيدتهم أنها تنجس ما تلمسه !!! هذا دين اليهود وليس دين المسلمين، وقد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل هو والسيدة عائشة من وعاء واحد هو يأخذ من الماء ويغتسل وهي تغرف من الماء وتغتسل وهي تكون على حيض أو جنابة، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: ” كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ ” وروى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ” أخبرتني ميمونة أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ” قال النووي في شرح صحيح مسلم: ” وأما تطهير الرجل والمرأة من إناء واحد، فهو جائز بإجماع المسلمين “

وكان صلى الله عليه وسلم يضع رأسه الشريف على فخذها وهي جالسة في البيت فتسرح له شعره أو يضع رأسه على فخذها فيقرأ شيئًا من القرءان وهي في الحيض، بل أكثر من هذا ورد في الحديث الصحيح أنها اخذت وعاءً فشربت منه وهي في الحيض فأخذه النبي بعدها ووضع فمه في موضع فمها وشرب ليُعلم الأمة أن ما تمسه الحائض لا يتنجس. ففِعلُ النبي صلى الله عليه وسلم هذا يدل على أن الحائض لا تنجس ما تلمس من طبيخ أو وعاء أو عجين او كبيس ولا المرضع يتنجس حليبها كما يزعم هؤلاء، فهذا كذب وافتراء فليحذر.

وزادوا في الفساد والضلال فقالوا: (بحرمة خروج المرأة وهي حائض من بيتها) وقالوا: (من خرج من بيته وهو جنب فإن الملائكة تلعنه) بل إن منهم من يقول: (كل ملك يلعنه إلى يوم القيامة) ومنهم من يقول: (كل شعرة في جسده تلعنه، وتلعنه الأرض والشمس) والعياذ بالله تعالى وهذا الكلام تكذيب للدين. فالجُنُب يجوز له أن يقص شعره وأن يُقلم أظفاره وأن يأكل ويشرب ويخرج إلى الأسواق ويشتري الطعام ويذهب للعمل لكن يغتسل لأجل الصلاة، ولا يجوز له أن يضيع الصلاة، وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُ وَهُوَ جُنُبٌ فانسحب وذهب فاغتسل ثم رجع مسرعًا والماء يتقاطر من رأسه فَقَالَ له عليه الصلاة والسلام: ” أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ ” قَالَ: كُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسُكَ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، فَقَالَ له عليه السلام: ” سُبْحَانَ اللَّهِ، إنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ ” فلو بقي كان سمع وتعلم واستفاد أفضل من أن يغتسل ويعود، إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم شجعه على البقاء في الطريق ليستفيد من الرسول فكيف يكون حرامًا !!! وكل شىء يلمسه الجُنب أو الحائض من ثوب أو غيره فإنه لا يتنجس.

وكذلك من الفتاوى الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان قول بعضهم لمن مات له قريب: (لا يجوز لك العمل أو فتح المحل للبيع لمدة ثلاثة أيام) ومن الناس من إذا رأوه فتح محله للبيع ولا يغلقه يغضبون منه، بل ويحرمون الفرح والزواج والخطوبة والعرس أربعين يومًا أو للسنوية يحرمون، وهذا ليس من دين الله بل هو باطل.

والحذر الحذر من قول بعض الناس لمن تزوج: (حمار)  فقد قال عليه الصلاة والسلام: “من صمت نجا” وهذا الحديث أيها الأحبة من عمل به فاز فوزًا عظيمًا. لأن بعض الناس يورّطون أنفسهم بسبب كثرة الكلام الذي لا خير فيه إلى أن يصلوا إلى حدّ الحرام ، ومنهم من يصل إلى حدّ الكفر والعياذ بالله، وهذه العبارة من العبارات الفاسدة وهي قول بعض الناس “حمار” لأن هذا الكلام فيه ذم للزواج الذي سنه عليه الصلاة والسلام، وهو ضد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا فَإِنِّي مُبَاهٍ بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” فالفعل الممدوح في الشرع لا يذم، لا يجوز استقباحه، فالمسلم الذي أراد إعفاف نفسه، أراد أن يقبل على أمرٍ فعله رسول الله وأمر به أمّته لا يقال له حمار، لا يقال له حمار لأنه أراد الحلال، لأن المقرّر عند العلماء أنه لا يجوز ذمّ الفعل الذي ورد مدحه في الشرع ولا يجوز ذمّ الفاعل لأجل هذا الخير الذي يفعله. فالحذر الحذر من أمثال هذه العبارات الفاسدة البشعة الشنيعة الشيطانية المهلكة.

كذلك من الفتاوى الباطلة المخالفة لدين الله ما يفتي به بعض السفهاء أن المرأة إذا كانت في عدة الوفاة لا يجوز لها أن تنظر في المرآة ولا تتكلم بالتلفون ولا تقص شعرها ولا تستقبل الرجال ولا أحد يسمع صوتها ولا أحد يتكلم معها ولا تخرج إلى البرندة ولا تنظر من النافذة ولا يراها أحد من الرجال وتغطي المرآة وتغطي الصور !!! عجائب وغرائب وكلها ليست من الدين.

المرأة المعتدة للوفاة حرامٌ عليها الخروج من البيت لغير حاجة، لزيارة أحد أو للعمل وهي مكتفية غير محتاجة، ليس لها أن تخرج من البيت لغير حاجة، يحرم عليها أن تضع الطيب والعطر، يحرم عليها لبس ثياب الزينة والفرح، أما أن تلبس أي لون من الألوان فلا مانع، كذلك يحرم على المرأة المتوفى عنها زوجها وهي في العدة لبس الذهب، حتى خاتم الزواج لا تلبسه، ولا تذهب للحج، وإذا ذهبت يكون عليها معصية والعدة تكون باقية. هناك من يفتي أنه يجوز للمرأة أن تقطع فرض العدة وتذهب للحج، كيف لها ان تقطع فرضًا لأداء فرض!! قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} فالذي أفتى بهذه الفتوى يقال له: خالفت قول الله: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}، فهذا قول الله فكيف يتجرأ هؤلاء على التكلم بخلاف القرءان !! وبهذه الفتوى يجرون النساء إلى معصية الله، أما لو كانت محرمة ثم مات زوجها فهذا شىء ءاخر، هذه تكمل الحج لأنها تلبست بفرض قبل فرض، أما أن تكون بالعدة وتذهب إلى الحج فممنوع، تنهي العدة ثم في السنة التالية تذهب للحج.

ويجوز لها قص شعرها ويجوز لها أن تتكلم بالتلفون ويجوز لها أن تنظر من النافذة، وتجلس على البرندة، وأن تستقبل الناس ببيتها لكن بدون مصافحة للرجال الأجانب ولا تختلي برجل أجنبي، أما وجهها فليس عورة، وصوتها ليس عورة، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا  فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ  عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا  وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ  وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ  وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)} سورة البقرة، فاذا كانت المرأة في عدة وفاة وجاء من يريد أن يتزوجها، لا يقول لها أنا أريد أن أتزوجك، لا يقول لها لا تتزوجي أحدًا غيري أنا أريدك، حتى لا تكذب وتقول: انقضت العدة وهي لم تنقضي، لكن يَعرض تعريضًا فيقول: رُبَّ راغبٍ فيكِ، هذا يقال له تعريض، والله تعالى قال: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ}، إذًا هو يتكلم معها وهي تتكلم معه بدون خلوة وبدون مصافحة يقول لها: رُبَّ راغبٍ فيكِ يعني، وهذا تعريض وليس تصريح، فكيف يقول هؤلاء إن كلمت الرجال فهي عاصية !!!.

ومن الفتاوى الباطلة قول بعض الناس والعياذ بالله تعالى: (الذي يطلق زوجته بالثلاث وهو غضبان تُحسب طلقة واحدة) وبعضهم يقول على زعمه: (لا تحسب عليه بالمرة لأنه غضبان) والرد عليهم بقول الله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ  فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} سورة البقرة، يعني الطلاق الذي به رجعة هو الطلاق الأول والثاني، فلو طلقها أول مرة له أن يرجعها، وإذا طلقها الطلقة الثانية له أن يرجعها، فإن طلقها الثالثة فلا تحل له من بعد، قال تعالى: {فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} سورة البقرة، فهؤلاء الذين يُحلون للمرأة أن تعود إلى من طلقها ثلاثًا بحجة أنه زعلان وغضبان، فإنهم سماسرة جهنم هؤلاء يجمعون الرجال والنساء على الزنا، الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري ينقل الإجماع على أن من طلق زوجته ثلاثًا بلفظ واحد أو في الغضب أو ثلاثًا متفرقات وقع الطلاق بالثلاث إجماعًا، وممن ذكر ذلك مع الأدلة الشيخ محمد زاهد الكوثري في كتابه (الإشفاق على أحكام الطلاق). فهؤلاء الذين يحلون على هواهم ويحرمون على هوالهم ينبغي تخذيرهم وتخويفهم وتذكريرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ مُحَرمَ الحَلَالَ كَمُحلِ الحَرَام”

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مواقيت صلوات اليوم

    عمان, الأردن
    الصلاةالوقت
    الفجر2:52 AM
    شروق الشمس4:36 AM
    الظهر11:33 AM
    العصر3:13 PM
    المغرب6:30 PM
    العشاء8:02 PM

إن المعرفة الحقيقية لدخول أوقات الصلاة تقوم على المراقبة، أما ما نذكره هنا فمن باب الاستئناس

إن أوقات الصلاة الظاهرة هي فقط لمدينة عمان، الأردن

قنوات التواصل الاجتماعي