تقي الدين السبكي رحمه الله له قصيدة مشهورة ينصحُ فيها ولدَهُ حيث قال:
أَبُنـــيَّ لا تُـــهْمِـــلْ نَصـــيحتِـــيَ التــــــي | أُوصيكَ واسْمَعْ مِنْ مقالَتي تَرْشُدِ | |
احْفَــــظْ كتـــابَ اللهِ والسُّنـــنَ التـــي | صَـــحَّتْ وفِقْـــهَ الشَّافعـــيِّ مُحمَّــــدِ | |
وتعَلَّــــمِ النَّحْـــوَ الذي يُدْنـــي الفَتـــى | مِــــنْ كـــلّ فَهْمٍ فـــي القُرَانِ مُسَـــدَّدِ | |
واعْلَمْ أُصولَ الفِقْهِ علمًا مُحْكمًا | يَهْديــــكَ للبَحْــــثِ الصَّحيــــحِ الأيَّـــــدِ | |
واسْلُكْ سبيلَ الشَّافعيّ ومَالكٍ | وأبــــي حَنيفَـــةَ فــــي العُلُـــومِ وأَحمَــــدِ | |
وطـــريقَةَ الشَّيخِ الجُنيْــدِ وصَحْبِهِ | والسَّالكِينَ طريقَهُم بِهِمُ اقْتَدي | |
واتْبَعْ طريقَ الـمُصطفى في كلّ ما | يـــأتــــي بِــــهِ مــــنْ كُــلّ أمْـــرٍ يُسْـــعِدِ | |
واقْصِدْ بِعِلْمِكَ وجْهَ ربّكَ خالِـــــصًا | تَظْفَرْ بسُبلِ الصَّالحينَ وتَهْتَدي | |
واخْشَ الـمُهيْمِنَ وائْتِ مَا يدعو إليـ | ــهِ وانْتَهي عَمَّــــا نهَـــى وتَـــــزَهَّدِ | |
وارْفَــــعْ إلــــى الرَّحمـــنِ كُـــلَّ مُلِمَّـــةٍ | بِضَــــراعةٍ وتَمَسْكُـــــنٍ وتَعَبُّـــــدِ | |
واقْطَعْ عنِ الأسبابِ قلبَكَ واصْطَبِرْ | واشكُـــرْ لِمَــــنْ أولاكَ خَيْـــرًا وَاحْمَدِ | |
وعليْكَ بالوَرَعِ الصَّحيــــحِ ولا تَحُـــــمْ | حوْلَ الحِمى واقْنُتْ لربّكَ واسْجُدِ | |
وخُــــذِ العلــــومَ بهِمَّــــةٍ وتَفَطُّـــنٍ | وقريحــــةٍ سمْحــــاءَ ذاتِ تَــــوَقُّـــدِ | |
واسْتَنْبِطِ الـمَكنونَ مِنْ أسرارِها | وابحَثْ عنِ المعْنى الأسَدّ الأرشَدِ | |
وعلَيْـــــكَ أرْبــــابَ العلــــومِ ولا تَكُــــنْ | فــــي ضَبْــــطِ ما يُلقونــــهُ بِمُفنّــــدِ | |
فإذا أتَتْـــكَ مقالــــةٌ قــــدْ خالفَـــــتْ | نصَّ الكتابِ أوِ الحديــــثِ الـمُسنَـــــدِ | |
فاقْفُ الكتابَ ولا تمِلْ عنْهُ وقِفْ | مُتَــــأدّبًا مـــعْ كُلّ حِبْـــرٍ أوْحَــــــدِ | |
فلُحُومُ أهلِ العِلمِ سُمَّتْ للجُنَا | ةِ عليهِمُ فاحْفَظْ لِسانكَ وابْعُدِ | |
هَــــذي وَصيَّتــــيَ التــي أوصِيكَها | أكـــرِمْ بِهَا مــــنْ والِـــدٍ مُتـــوَدّدِ |
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.