هذه الدنيا

الدنيا ثلاثة أيام: الأمس: عشناه ولن يعود. واليوم: نعيشه ولن يدوم. والغد: ولا ندري أين سنكون!

فصافح وسامح وتصدق فــ (أنا) و (أنت) و(هم) راحلون.

اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة والفوز بالجنة والنجاة من النار.

فالدنيا سرورها مشوب بالحزن وءاخر الحياة فيها الضعف والوهن فانظر إليها نظر الزاهد المفارق ولا تنظر إليها نظر العاشق الوامق.

وقال الجنيد البغدادي رحمه الله: “اعلم أنه ليس لك من دنياك شىء فلا تدخرن مالك ولا تُتْبِعْ نفسك ما قد علمت أنك تاركه خلفك”

وقال أبو علي الدقاق رحمه الله: “من دخل الدنيا وهو حر ارتحل إلى الآخرة وهو عنها حر”.

عن الدنيا سنرتحلُ يرافق سيرنا العملُ

فإما روضة تزهو وإما القبر يشتعلُ

لا يكون إلا ما قدر الله

اصنع الخير ما استطعت وإن كنت لا تحيط بكله، فمتى تصنع الكثير إذا كنت تاركًا لأقله.

واعلم أن السعادةَ أمرٌ ليس يُدركهُ أهلُ السعادةِ إلا بالمقادير. أي أن السعادة لا يدركهَا الشخصُ إلا إذا قَدَّرَ اللهُ لهُ أن يدركَ السعادة، وإذا لم يُقدَّر لهُ لا يُدركُهَا.

فكونوا مع الله ولا يكون إلا ما قدَّر الله.

اصحب الأخيار

أحقُّ النَّاسِ أنَّ يُتَّبَعَ، من عَلِمَ الحَقَّ وعَمِلَ به. وقد قال بعض العلماء: “إِذَا رَأَيتَ مَن يَدُلُكَ عَلَى عُيوبَك فَتَمَسك بَأَذيَالِهِ”

وقال الحسن البصري رحمه الله: “إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حُسن الاستماع كما تتعلم حُسن القول” .

من عادات الصحابة

كان صحابة رسول الله ﷺ عندما يلتقون يقرؤون سورة العصر ليذكر بعضهم بعضًا أن هذه الدنيا فانية وأن الخاسر الأكبر هو الذي يموت على الكفر،

وأن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات يعطيهم الله من فضله أجرًا كبيرًا جزاءً بما عملوا في الدنيا من الصالحات،

ولصبرهم على الشدائد والكروب والبلايا، ولتمسكهم بدين الإسلام مهما حصل.

﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾ سورة العصر.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.