حلاوة الإيمان

عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ” رواه البخاري في صَحيحه.

خير القرون

قال رسول الله ﷺ: “خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” متفق عليه.

وهذه هي القرون الثلاثة المفضلة: القرن الأول وهو قرن الصحابة. والقرن الثاني وهو قرن التابعين. والقرن الثالث وهو قرن أتباع التابعين.

ويصطلح على تسمية من عاشوا في هذه القرون المفضلة بـالسلف الصالح.

وأفضل الصحابة رضوان الله عليهم: سيدنا أبو بكر الصديق. ثم سيدنا عمر بن الخطاب الفاروق ثم سيدنا عثمان بن عفان. ثم سيدنا علي بن أبي طالب.

ومن مشاهير التابعين وأعلامهم:  (زين العابدين) وهو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وأويس القرني. وعمر بن عبد العزيز، الخليفة الراشد الخامس. وأبو مسلم الخولاني، الذي كان يمشي هو وجيشه على الماء. والإمام أبو حنيفة النعمان، أول الأئمة الأربعة.

ومن مشاهير أتباع التابعين وأعلامهم: الإمام مالك. والإمام الشافعي. والإمام أحمد بن حنبل. والبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه.

ءايات الشفاء

القرءان الكريم فيه شفاء من الأمراض بإذن الله، فقد روي عن الإمام الجليل أبي القاسم القشيري رحمه الله أنه قال: “مرض ولدي مرضًا شديدًا حتى أيست من شفائه، فرأيت النبي ﷺ في منامي، فقال لي ﷺ: “مالي أراك محزونًا؟”

فقال ولدي قد مرض واشتد عليه الحال، فقال ﷺ: “أين أنت من ءايات الشفاء؟!”

﴿وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14)﴾ سورة التوبة.

﴿وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ(57)﴾ سورة يونس.

﴿فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ(69)﴾ سورة النحل.

﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (82)﴾ سورة الإسراء.

﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)﴾ سورة الشعراء.

﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ (44)﴾ سورة فصلت.

فقرأ الإمام القشيري رضي الله عنه هذه الآيات على ولده ثلاث مرات فبرأ وتعافى بإذن الله.

وكان رسول الله ﷺ إذا اشتكى (أي مرض) يقرأ على نفسه المعوذات “قل هو الله أحد” و “قل أعوذ برب الفلق” و “قل أعوذ برب الناس” وينفث في يديه ثم يمسح بيديه جسده الشريف.

قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها” متفق عليه.

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا

هذه الأَرْض الَّتِي يَعْمَلُ عَلَيْهَا الإِنْسَانُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ تَنْطِقُ يوم القيامة فتَقُولُ: فُلاَنٌ عَمِلَ عَلَيَّ يَوْمَ كَذَا كَذَا.

قال الله تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)﴾ سورة الزلزلة.

ويقول الله تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)﴾ سورة ءال عمران.

يَا مَنْ بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمٌ لا شَك فِيهِ وَلا مِرَا، يَقَعُ فِيهِ الْفِرَاقُ وَتَنْفَصِمُ الْعُرَى، تَدَبَّرْ أَمْرَكَ قَبْلَ أَنْ تُحْضَرَ فَتَرَى، وَانْظُرْ لِنَفْسِكَ نَظَرَ مَنْ قَدَّ فَهِمَ مَا جَرَى ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا﴾

يَوْم تَشِيبُ فِيهِ الأَطْفَالُ، يَوْم تَسِيرُ فِيهِ الْجِبَالُ، يَوْم يَظْهَرُ فِيهِ الْوَبَالُ، يَوْم تَنْطِقُ فِيهِ الأَعْضَاءُ بِالْخِصَالِ، يَوْم لا تُقَالُ فِيهِ الأَعْثَارُ، وَكَمْ مِنْ أَعْذَارٍ تُقَالُ، فَتَرَى مَنْ افْتَرَى، يُقَدِّمُ قَدَمًا وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا﴾

فَيُنْصَبُ الصِّرَاطُ فَنَاجٍ وَوَاقِعٌ، وَيُوضَعُ الْمِيزَانُ فَتَكْثُرُ الْفَظَائِعُ، وَتُنْشَرُ الْكُتُبُ وَتَسِيلُ الْمَدَامِعُ، وَتَظْهَرُ الْقَبَائِحُ بَيْنَ تِلْكَ الْمَجَامِعِ، وَيُؤْلِمُ الْعِقَابُ وَتُمْلَى الْمَسَامِعُ، وَيَخْسَرُ الْعَاصِي وَيَرْبَحُ الطَّائِعُ، فَكَمْ غَنِيٍّ قَدْ عَادَ مِنَ الْخَيْرِ مُفْتَقِرًا ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا﴾

اللهم أصلحنا وعافنا واعف عنا وأحسن ختامنا وتوفنا وأنت راض عنا واجعلنا من القوم الناجين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.